الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

رغا

صفحة 2359 - الجزء 6

  ويقال: الحمار يُرَاعِى الحُمُرَ، أى يَرْعَى معها: قال أبو ذؤيب:

  مِن وَحْشِ حَوْضَى يُرَاعِى الصيدَ منتبذاً ... كأنّه كوكبٌ فى الجوِّ مُنْحَرِدُ

  واسْتَرْعَيْتُهُ الشئ فرَعَاهُ. وفى المثل: «من اسْتَرْعَى الذئبَ ظَلَم».

  والرَّاعِى: الوَالِى. والرَّعِيَّةُ: العامّة. يقال: ليس المَرْعِىُ كالرَّاعِى.

  ورَعَا يَرْعُو، أى كفَّ عن الأمور. يقال: فلانٌ حسن الرَّعْوَةِ⁣(⁣١) والرِّعْوَةِ والرُّعْوَى والارْعِوَاءِ.

  وقد ارْعَوَى عن القبيح، وتقديره إفْعَوَلَ، ووزنه افْعَلَلَ. وإنَّما لم يدغم لسكون الياء. والاسم الرُّعْيَا⁣(⁣٢) بالضم والرَّعْوَى بالفتح، مثل البُقْيَا والبَقْوَى.

  وتقول: أَرْعَيْتُ عليه، إذا أبقيتَ عليه وترّحمته⁣(⁣٣).

  وأَرْعَيْتُهُ سمعى، أى أصغيت إليه. ومنه قوله تعالى: راعِنا. قال الأخفش: هو فاعِلْنا من المُرَاعاةِ على معنى أَرْعِنَا سمعك، ولكنّ الياء ذهبَتْ للأمر. ويقال: رَاعِناً بالتنوين على إعمال القول فيه، كأنّه قال: لا تقولوا حُمْقاً ولا تقولوا هُجْراً، وهو من الرُّعونة.

  ورَعَى الأمير رَعِيَّتَهُ رِعايَةً. ورَعَيْتُ الإبلَ أَرْعَاهَا رَعْياً. ورَعَى البعير الكلأ. وارْتَعَى مثله.

  ورَعَيْتُ النجوم: رقَبْتها. قالت الخنساء:

  أَرْعَى النجومَ وما كُلّفْتُ رِعْيَتَها ... وتارةً أَتَغَشَّى فَضْلَ أَطْمَارِى

  ابن السكيت: يقال رَعَيْتُ عليه حُرْمَتَهُ رِعَايَةً.

  وأَرْعَى الله الماشيةَ، أى أنبت لها ما تَرْعَاهُ.

  قال الشاعر:

  كأنَّها ظبيةٌ تَعْطُو إلى فَنَنٍ ... تأكل من طَيِّبٍ واللهُ يُرْعِيها

[رغا]

  الرُّغَاءُ: صوت ذواتِ الخفّ. وقد رَغَا البعير يَرْغُو رُغَاءً، إذا ضجّ. وفى المثل: «كَفَى برُغَائِها منادياً»، أى إنّ رُغَاءَ بعيرِه يقوم مقامَ ندائه فى التعرُّض للضيافة والقِرَى.

  وقد رَغَّى اللبن تَرْغِيَةً، أى أزبَدَ. ومنه قولهم: كلامٌ مُرَغٍ، إذا لم يفصِحْ عن معناه.


(١) فى القاموس: الرَعْوُ والرَعْوَةُ ويثلثان والرَعْوَى ويضم.

(٢) فى القاموس: والاسم الرُعْيَا والرُعْوَى ويفتح.

(٣) كذا. وفى اللسان. «ورحمته».