الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فصل الذال

صفحة 51 - الجزء 1

[دوأ]

  الدَّاء: المرض، والجمع أدواءٌ. وقد دَاءَ الرجُلُ يَدَاءُ دَاءَ: مَرِضَ، فهو داءٌ.

  وقد دِئْتَ يا رَجُلُ، وأَدَأْتَ أيضاً: فأنت مُدِيءٌ، وأَدَأْتُهُ أنا: أي أصَبْتُهُ بداءِ، يتعدَّى ولا يتعدَّى. أبو زيد: تقول للرجل إذا اتهمتَهُ: قد أَدَأْتَ إدَاءَةً وأَدْوَأْتَ إدْوَاءً.

  وقولهم: به داءُ ظَبْىٍ، معناه: أنه ليس به داءٌ كما لا دَاءَ بالظَّبْىِ.

فصل الذال

[ذرأ]

  ذرأ الله الخلق يذرؤُهُمْ ذرْءًا⁣(⁣١): خَلَقَهُمْ. ومنه: الذُّرِّيَّة، وهى نَسْلُ الثَّقَلَيْنِ، إلا أنَّ العرب تركت همزها، والجمع: الذَّرَارِي.

  وفى الحديث: «ذَرْءَ النَّارِ»، أى: أنهم خُلِقُوا لها، ومن قال: ذَرْوَ النَّارِ بغير همز: أراد أنهم يُذْرَونَ فى النار.

  والذَّرَأُ بالتحريك: الشيْبُ فى مُقَدَّمِ الرأس، رجل أَذْرَأُ وامرأة ذَرْآءُ. وذرئ شعره، وذرأ لغتان. قال الراجز:

  رأين شيخاً ذَرِئَتْ مَجَالِيهْ ... يَقْلِى الغَوَانِى والغَوَانِى تَقْلِيْه

  والاسم الذُرْأَةُ بالضم. وقال أبو نُخَيْلَةَ السَّعْدِىُّ:

  وقد عَلَتْنِى ذُرْأَةٌ بَادِى بَدِى ... وَرَثْيَةٌ تَنْهَضُ فى تَشَدُّدِي⁣(⁣١)

  وفرسٌ أذْرَأُ، وجَدْىٌ أذْرَأُ، أى: أرْقَشُ الأُذُنَيْنِ، وسَائِرُهُ أسودُ.

  وعَنَاقٌ ذَرْآءُ، وهو من شِياتِ الْمَعَزِ دون الضَّأْنِ.

  ومِلْحٌ ذَرَآنِيٌ وذَرْآنِيٌ بتحريك الراء وتسكينها للمِلْح الشديد البياض، وهو مأخوذ من الذُّرْأةِ ولا تقل: أنْذَرَانِىٌ⁣(⁣٢).

  وحكى بعضهم ذَرَأْتُ الأرض أى بَذَرْتُهَا، وزَرْعٌ ذَرِئٌ على فَعِيلٍ. وأنشد:

  شَقَقْتِ القَلْبَ ثم ذَرَأْتِ فيه ... هَوَاكِ فَلِيمَ فالْتَأَمَ الفطورُ

  والصحيح ثم ذَرَيْتِ غير مهموز. ويروى «ثم ذَرَوْتِ فيه».

[ذيأ]

  ذَيَّأْتُ اللَّحْمَ فتذيَّأَ، إذا أنْضَجْتَه حتى يسقُطَ من عَظْمِه. وتَذَيَّأَتِ القَرْحَةُ، فَسَدَتْ وتَقَطَّعَتْ.

فصل الرّاء

[رأرأ]

  رَأْرَأَ السرابُ: لمع، ورَأْرَأَتِ المرأة بعينها: برقَتْ. أبو زيد: رأرأت عيناه: إذا كان يُدِيرُهما. وهو رجل رَأْرَأُ العين، على فَعْلَلٍ.


(١) قال الزمخشرى: «ذرأنا الأرض وذروناها: بذرناها، وذرأ الله الخلق وبرأ، ومن الذارئ البارئ سواه؟».

(١) يروى: بالتشدد. (اللسان مادة ذرأ).

(٢) فى ب: أندرانى.