الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

سبى

صفحة 2371 - الجزء 6

  فلما تَوَاقَفْنَا وسَلّمْتُ⁣(⁣١) أَقبَلتْ ... وُجُوهٌ زهَاها الحُسْنُ أَنْ تَتَقَنَّعا

  ومنه قولهم: فلان لا يُزْدَهَى بخديعة.

  وزَهَتِ الإبل زَهْوًا، إذا سارت بعد الوِرد ليلةً أو أكثر. حكاها أبو عبيد. قال: وزَهَوْتُها أنا، يتعدَّى ولا يتعدّى.

  وإبلٌ زَاهِيَةٌ، إذا كانت لا ترعى الحمض.

  حكاه ابن السكيت.

  وقولهم: هم زُهَاءُ مائةٍ، أى قدر مائة.

  وحكى بعضهم: الزَّهْوُ: الباطل والكذب.

  وأنشد لابن أحمر:

  ولا تَقُولَنَ زَهْوٌ ما يُخَيِّرُنا⁣(⁣٢) ... لم يترك الشَيبُ لى زَهْوًا ولا الكِبَرُ

  وربّما قالوا: زَهَتِ الريحُ الشجرَ تَزْهَاهُ، إذا هزَّته.

فصل السين

[سأو]

  السَّأْوُ: النِيَّةُ والطِيَّةُ. وقال أبو عبيد: الوطَنُ. وقال الخليل: السَّأْوُ: بُعْدُ الهمِّ والنزاعِ.

  تقول: إنَّك لذو سَأْوٍ بعيدٍ، أى لبعيد الهمّ.

  قال ذو الرمة:

  كأنَّنى من هَوَى خَرْقَاءَ مُطَّرَفٌ ... دامِى الأظَلِّ بعيدُ السَّأْوِ مَهْيُومُ

  قال: يعنى همّه الذى تنازعه نفسه إليه.

  ويروى هذا البيت بالشين المعجمة من الشأو، وهو الغاية.

  وسَآهُ: قَلْبُ سَاءَهُ. ويقال: سَأَوْتُهُ، بمعنى سُؤْتُهُ.

[سبى]

  السَّبْىُ والسِّبَاءُ: الأَسْرُ. وقد سَبَيْتُ العدوّ سَبْيًا وسِبَاءً، إذا أسرتَه. واسْتَبَيْتُهُ مثله. والمرأة تَسْبى قلب الرجل.

  وسَبَيْتُ الخَمر سِبَاءً لا غير، إذا حملتَها من بلد إلى بلد، فهى سَبِيَّةٌ. فأمَّا إذا اشتريتها لتشربَها فبالهمز.

  والسَّبِيَّةُ: المرأة تُسْبَى.

  وسَبَاهُ الله يَسْبِيَهُ، أى غَرّبه وأبعَدَه، كما تقول: لعنه الله.

  وقولهم: ذهبوا أيدى سَبَا وأيادى سَبَا، أى متفرِّقين؛ وهما اسمانِ جعلا اسماً واحداً مثل معديكرب، وهو مصروف لأنَّه لا يقع إلّا حالاً، أضفتَ أو لم تضف.


(١) قال ابن برى: ويروى:

ولما تنازعت الحديث وأشرقت

(٢) فى اللسان:

ولا تقولن زهوا ا تخبرني