الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حرف

صفحة 1342 - الجزء 4

  وفيها يقول:

  فمَنْ يَكُ سائلاً عنّى فإنَّى ... وحَذْفَةَ كالشَجَا تحت الوَرِيدِ

  وحَذَّفَهُ تَحْذِيفاً، أى هيّأَه وصنَعه. قال الشاعر يصف فرسا⁣(⁣١).

  لها جَبْهَةٌ كسَرَاةِ المِجَ ... نِ حَذَّفَهُ الصانعُ المُقْتَدِرْ

  والحْذَفُ بالتحريك: غنمٌ سودٌ صغارٌ من غنم الحجاز، الواحدة حَذَفَةٌ. وفى الحديث: «كأنّها بَناتُ حَذَفٍ».

[حرف]

  حَرْفُ كل شئ: طَرَفُهُ وشَفِيرُهُ وحَدُّهُ⁣(⁣٢).

  ومنه حَرْفُ الجبل، وهو أعلاه المُحَدَّدُ.

  والحَرْفُ: واحد حُرُوفِ التهجّى.

  وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ} قالوا: على وَجهٍ واحد، وهو أن يعبده على السَرَّاء دون الضرّاء.

  والحَرْفُ: الناقةُ الضامرة الصُلبةُ، شُبِّهتْ بحَرْفِ الجبل. قال الشاعر⁣(⁣٣):

  جُمَالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا ... وَظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ ظمآنٌ⁣(⁣٤) سَهْوَقُ

  وكان الأصمعىّ يقول: الحَرْفُ: الناقةُ المهزولة.

  وقد أَحْرَفْتُ ناقتى، إذا هزلتُها. وغيره يقوله بالثاء.

  قال أبو زيد: أَحْرَفَ الرجُل فهو مُحْرِفٌ، إذا نما مَالُهُ وصَلُحَ، يقال: جاء فلان بالحِلْقِ والْإحْرَافِ، إذا جاء بالمال الكثير.

  ورجلٌ مُحَارَفٌ، بفتح الراء، أى محدودٌ محرومٌ، وهو خلاف قولك مُبَارَكٌ. قال الراجز:

  مُحَارَفٌ بالشَاءِ والأَبَاعِرِ ... مُبَارَكٌ بِالقَلَعِىِّ الباتِرِ

  وقد حُورِفَ كَسْبُ فلانٍ، إذا شُدِّدَ عليه فى معاشه، كأنّه مِيلَ برزقه عنه. وفى حديث ابن مسعود ¥: «موتُ المؤمن عَرَقُ الجبين⁣(⁣٥) تَبقى عليه البقيّة من الذنوب فيُحَارَفُ بها عند الموت» أى يُشَدَّدُ عليه لتُمَحَّصَ عنه ذنوبُه.

  والحُرْفُ بالضم: حَبُّ الرَشاد، ومنه قيل شئٌ حِرِّيفٌ بالتشديد، للذى يُلْذَعُ اللسانُ بحَرَافَتهِ. وكذلك بصلٌ حِرِّيفٌ ولا تقل حَرِّيفٌ.

  والْحُرْفُ أيضاً: الاسمُ من قولك رجلٌ مُحَارَفٌ، أى منقوصُ الحظّ لا ينمو له مالٌ.


(١) امرؤ القيس.

(٢) قال فى القاموس: والجمع كعِنَبٍ، ولا نظير له سوى طَلٍّ وطِلَلٍ.

(٣) ذو الرمة.

(٤) فى اللسان: «رَيَّانُ سَهْوَقُ».

(٥) فى اللسان: «بعرق الجبين».