الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

شهم

صفحة 1962 - الجزء 5

  ويروى بكسر الميم. وله رأسانِ يسمَّيان ابْنَىْ شَمَامٍ. قال لبيد:

  فهل نُبِّئْتَ عن أَخَوَيْنِ دَامَا ... على الأحداثِ إلَّا ابْنَىْ شَمَامِ

  والشَمَمُ: ارتفاعٌ فى قصَبة الأنف مع استواءِ أعلاهُ. فإن كان فيها احدِيدابٌ فهو القَنَا.

  ورجلٌ أَشَمُ الأنف⁣(⁣١).

  وجبلٌ أَشَمُ، أى طويلُ الرأس بيِّن الشَمَمِ فيهما.

  أبو عمرو: أشَمَ الرجل يُشِمُ إشْمَاماً، وهو أن يمُرَّ رافعاً رأسَه.

  ويقال: بَيْنَا هُمْ فى وجهٍ إذ أَشَمُّوا، أى عدلوا قال: وسمعت الكلابىَّ يقول: أشَمَ القومُ، إذا جاروا عن وجُوههم يميناً وشمالاً.

  قال الخليل بن أحمد: تقول للوالى: أَشْمِمْنِى يدَك. وهو أحسنُ من ناولْنى يدَك.

  وعرضتُ عليه كذا فإذا هو مُشِمٌ لا يريدُه.

  وإشْمَامُ الحرف: أن تُشِمَّهُ الضمَّة أو الكسرة وهو أقلُّ من رَوْم الحركة، لأنّه لا يُسْمَعُ، وإنّما يتبيّن بحركة الشفَة. ولا يُعتَدُّ بها حركةً لضعفها.

  والحرف الذى فيه الإشمامُ ساكنٌ أو كالساكن، مثل قول الشاعر:

  متى أنام لا يؤرِّقْنى الكَرِى ... ليلاً ولا أسمعُ أجراس المَطِى

  يريد الكَرِىَّ والمَطِىَّ.

  قال سيبويه: العربُ تُشِمُ القاف شيئاً من الضمة، ولو اعتددْتَ بحركة الإشْمَامِ لا نكسر البيت، ولصار تقطيع رِقُنِى الكَرِى متفاعِلن، ولا يكون ذلك إلَّا فى الكامل. وهذا البيت من الرجز.

  وقَتَبٌ شَمِيمٌ، أى مرتفعٌ. وقال⁣(⁣٢) يصف فرساً:

  مُلَاعِبَة العِنَانِ كغصنِ⁣(⁣٣) بَانٍ ... إلى كَتفَيْن كالقَتَبِ الشَمِيمِ

  والمَشْمُومُ: المسكُ. قال علقمة⁣(⁣٤):

  يَحْمِلْنَ أُتْرُجَّةً نَضْحُ العبير بها ... كأنَّ تَطْيَابَهَا فى الأنف مَشْمُومُ

[شهم]

  شَهَمَهُ، أى أفزعَه. قال ذو الرمة:

  طَاوِى الحَشَا قَصَّرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ ... مَسْتَوْفَضٌ من بنات القَفْرِ مَشْهُومُ

  أى مذعور.


(١) أى طويل أنفه.

(٢) هو هبيرة بن عمرو النهدىّ.

(٣) ويروى: «بغصن».

(٤) ابن عبدة الفحل.