الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حبأ

صفحة 42 - الجزء 1

  صَدْقٍ حُسَامٍ وَادِقٍ حَدُّهُ ... ومُجْنَإٍ أسْمَرَ قَرَّاعِ⁣(⁣١)

[جيأ]

  المجئ: الإتيان. يقال جاء يجيء جَيْئة، وهو من بِنَاء المرَّة الواحدة إلّا أنه وضع موضع المصدر مثل الرجفة والرحمة، والاسم الجِيئة على فِعْلَةٍ بكسر الجيم. وتقول: جئت مجيئاً حسناً، وهو شاذ، لأن المصدر من فَعل يفعِل مفعَلٌ بفتح العين، وقد شذَّت منه حروف فجاءت على مَفعِلٍ كالمجئ والمحِيض والمكِيل والمصير.

  وأجَأْتُه، أى جئت به، وجاءاني⁣(⁣٢) على فاعلنى فجئته أجيئه، أى غالبني بكثرة المجيء فغلبته.

  وتقول: الحمد لله الذى جاء بك، أى الحمد لله إذ جئت، ولا تقل: الحمد لله الذي جئت.

  وأجَأْتُه إلى كذا بمعنى ألجأته واضطررته إليه. قال زهير بن أبى سُلْمَى:

  وجَارٍ سار معتمداً إليكم ... أجَاءَتْه المخافَةُ والرجاءُ

  قال الفرَّاء: أصله من جئْتُ، وقد جعلَتْه العرب إلْجاءً. وفى المثل: «شَرٌّ ما يُجِيئُكَ إلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ». قال الأصمعى: وذلك أن العرقوب لا مُخَّ فيه، وإنما يُحْوَجُ إليه من لا يقدر على شيء.

  وقولهم: لو كان ذلك فى الهِئِ والجِئِ ما نفعه. قال أبو عمرو: الهِيء: الطعام، والجِئ: الشراب.

  وقال الأموى: هما اسمان، من قولهم: جَأْجَأْتُ بالإبل، إذا دعوتها للشرب. وهَأْهَأْت بها، إذا دعوتها للعَلَف. وأنشد⁣(⁣١):

  وما كان على الهِئ ... ولا الجِئِ امتداحِيكا

فصل الحاء

[حبأ]

  الحَبَأُ: جليس الملك وخاصَّتُه، والجمع: أحْباء. مثل: سبب، وأسباب.

[حتأ]

  حَتَأْتُ الكِساء حَتْأً، إذا فَتَلْتَ هُدْبَه وكففته مُلْزَقاً به؛ يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ، فيقال: حَتَوْتُه حَتْواً. وقال أبو زيد، فى (كتاب الهمز): أَحْتَأْتُ الثوبَ - بالألف - إذا فتلته فَتْلَ الأكسية.

[حجأ]

  حَجَأْتُ بالأمر: فَرِحْت به.

  وحَجِئْت بالشيء حَجَأً، إذا كنت مولعاً به، ضنيناً، يُهْمَزُ ولا يهمز. وأنشد الفراء:

  فإنى بالجُموحِ وأمِّ بَكْرٍ ... ودَوْلَحَ فاعلموا حَجِئٌ ضنينُ

  وكذلك تَحَجَّأْتُ به.


(١) صدق: صلب. والوادق: الماضى فى الضريبة، وقبله:

أحفزها عنى بذى رونق ... مهنى كالمح قطاع

«صوابه جايأنى الخ»: قال شارحه: «وما ذكره المصنف هو القياس، وما قاله الجوهرى هو المسموع عن العرب. كذا أشار إليه ابن سيده».

(١) معاذ الهراء.