الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

با

صفحة 2547 - الجزء 6

[با]

  الْبَاءُ: حرفٌ من حروف الشَفة، بنيت على الكسر لاستحالة الابتداء بالموقوف. وهى من عوامل الجرّ، وتختص بالدخول على الأسماء، وهى لإلصاق الفعل بالمفعول به. تقول: مررتُ بزيد، كأنَّك ألصقت المرور به.

  وكلُّ فعلٍ لا يتعدّى فلك أن تعدِّيه بِالْبَاءِ، والألف، والتشديد، تقول: طار به، وأطاره، وطيّره.

  وقد تزاد الباء فى الكلام، كقولهم: بِحَسْبِكَ قولُ السَوء. قال الشاعر⁣(⁣١):

  بِحَسْبِكَ فى القوم أَنْ يَعْلَمُوا ... بأنّك فيهم غَنِىٌّ مُضِرّ

  وقوله تعالى: {وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً} وقال الراجز:

  نحن بنو جَعْدَةَ أصحابُ الفَلَجْ ... نضرب بالسيف ونرجو بالفَرَجْ⁣(⁣٢)

  أى الفَرَجَ. وربَّما وُضِعَ موضع قولك مِنْ أَجْلِ، كقول لبيد:

  غُلْبٍ تَشَذَّرُ بالذُحُولِ كأنّهُمْ ... جِنُّ البَدِىِّ رواسِياً أَقْدَامُها

  أى من أجل الذُحُولِ. وقد توضع موضع عَلَى، كقوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ} أى على دينارٍ، كما توضع على موضع الباء، كقول الشاعر:

  إذا رَضِيَتْ عَلىَّ بنو قُشَيْرٍ ... لَعَمْرُ اللهِ أعجبنى رِضاها

  أى رَضِيَتْ بى.

[تا]

  تَا: اسمٌ يشار به إلى المؤنّث، مثل ذَا للمذكر.

  قال النابغة:

  هَا إنَ تَا عِذْرَةٌ إلَّا تَكُنْ نَفَعَتْ ... فإنَّ صاحبها قد تاهَ فى البَلَدِ

  وتِه مثل ذِه. وتَانِ للتثنية، وأولاء للجمع


(١) الأشعر الزَفَيان، واسمه عمرو بن حارثة، يهجو ابن عمه رضوان.

(٢) الرجز لعطاردٍ الجعدىّ. والرواية:

الرجز لعطارد الجعدى وبعده:

نحن بني جعدة أصحاب الفلج ... نضرب بالسيف ونرجو بالفرج

نحن منعنا سيلة حتى اعتلج ... بصادق الطعن وبيض كالسرج

وليس في قتل حروري حرج

الرواية «بنى» بدل «بنو» على المدح والاختصاص راجع تكملة الصغانى ١٢٣٧.