الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

مسس

صفحة 978 - الجزء 3

  ومَرَسْتُ يدى بالمنديل، أى مسحت. عن ابن السكيت.

  وتَمَرَّسَ به وامْتَرَسَ به، أى احتكَّ به.

  يقال: امْتَرَسَتِ الألسنُ فى الخصومات، أى لاجَّتْ. قال أبو ذؤيبٍ يصف صائداً وأنَّ حُمُرَ الوحش قرُبتْ منه بمنزلة من يحتكُّ بالشئ، فقال:

  فنَكِرْنَه فنَفَرْنَ وامْتَرَسَتْ به ... هَوْجَاءُ هَادِيةٌ وهادٍ جُرْشُعُ

  والمَرْمَرِيسُ: الداهيةُ، وهو فَعْفَعِيلٌ، بتكرير الفاء والعين. يقال: داهيةٌ مَرْمَرِيسٌ، أى شديدةٌ. قال محمد بن السَرِىِّ: هو من المَرَاسَةِ.

  والمَرْمَرِيسُ: الأملسُ.

  قال يعقوب: المَارَسْتَانُ بفتح الراء: دارُ المرضَى وهو معرب.

[مسس]

  مَسِسْتُ الشيء بالكسر أَمَسُّهُ مَسًّا، فهذه اللغة الفصيحة. وحكى أبو عبيدة: مَسَسْتُ الشئَ بالفتح أَمُسُّهُ بالضم. وربَّما قالوا مِسْتُ الشيء يحذفون منه السين الأولى ويحوّلون كسرتَها إلى الميم، ومنهم من لا يحوّل ويترك الميم على حالها مفتوحة، وهو مثل قوله تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} يكسر ويفتح، وأصله ظَلِلْتُم. وهو من شواذّ التخفيف. وأنشد الأخفش⁣(⁣١):

  مَسْنَا السماءَ فنِلْنَاهَا وطالَهُمُ ... حتَّى رَأَوْا أُحُداً يَهْوِى وثَهْلانَا

  وأَمْسَسْتُهُ الشيءَ فمَسَّهُ.

  والمَسِيسُ: المَسُّ، وكذلك المِسِّيسَى، مثال الخِصِّيصَى.

  والمَمْسُوسُ: الذى به مَسٌّ من جنون.

  والمُمَاسَّةُ: كنايةٌ عن المباضَعة؛ وكذلك التَّمَاسُ. وقوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا}.

  وقوله تعالى: {أَنْ تَقُولَ لا مِساسَ}⁣(⁣٢) أى لا أَمَسُ ولا أُمَسُ.

  وأمّا قول العرب لا مَسَاسِ، مثل قَطَامِ، فإنَّما بُني على الكسر لأنَّه معدولٌ عن المصدر، وهو المَسُّ.

  ويقال: بينهما رَحِمٌ ماسَّةٌ، أى قرابةٌ قريبةٌ.

  وقد مَسَّتْ بك رَحِمُ فلانٍ، إذا كان بينكما قرابةٌ قريبةٌ.

  وحاجةٌ ماسَّةٌ، أى مهمّةٌ.

  وقد مَسَّتْ إليه الحاجةُ.

  والمَسُوسُ من الماء: الذى بين العَذْبِ والمِلح. قال الشاعر⁣(⁣٣):


(١) لابن مغراء.

(٢) قرئ بكسر الميم وفتحها أيضا.

(٣) ذو الإصبع العدوانى.