الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

وأما

صفحة 1639 - الجزء 4

  حتّى إذا أَهْرَأْنَ بالأَصَائِلِ ... وَفَارَقَتْهَا بُلَّةُ الأَوَابِلِ

  يقول: سِرْنَ فى بَرْدِ الرواح إلى الماء بعد ما يبس الكلأ. والْأَوَابِلُ: الوحوشُ التى اجتزأتْ بالرُّطْبِ عن الماء.

  والْبِلَّةُ، بالكسر: النداوةُ.

  والْبِلُ: المباح، ومنه

  قول العباس بن عبد المطلب⁣(⁣١) ¥ فى زمزم: «لا أُحِلُّها لمغْتِسلٍ، وهى لشاربٍ حِلٌّ وبِلٌ». قال الأصمعىّ: كنتُ أرى أن بِلًّا إتباعٌ حتَّى زعم المُعْتَمِرُ بن سليمان أن بِلًّا فى لغة حِمْيَرَ مباحٌ. قال أبو عبيد: شِفاءٌ، من قولهم بَلَ الرجل من مرضه وأَبَلَ، إذا برأ.

[وأما]

  قول خالد بن الوليد: «أمَّا وابن الخطّاب حىٌّ فلا، ولكن ذاك إذا كان الناس بذى بِلِّى وذى بِلَّى» قال أبو عبيد. يريد تَفَرُّقَ الناسِ وأن يكونوا طوائفَ مع غير إمامٍ يجمعهم، وبُعْدَ بعضهم من بعض. قال: وكذلك كُلُّ من بَعُدَ عنك حتَّى لا تعرف موضعَه، فهو بِذِى بِلِّىّ. قال: وفيه لغة أخرى: بذى بِلِّيَانٍ، وهو فِعْلِيَانٌ، مثل صِلِّيَانٍ. وأنشد الكسائى:

  يَنَامُ ويذهبُ الأَقْوَامُ حتَّى ... يقال أَتَوْا على ذِى بِلِّيَانِ

  يقول: إنّه أطال النومَ ومضى أصحابُه فى سفرهم حتَّى صاروا إلى موضعٍ لا يُعرف مكانهم من طُول نومِه.

  وبِلَالُ بن⁣(⁣٢) حمامة مؤذّن رسول الله ÷ من الحبشة. ويقال أيضا: فى سقائك⁣(⁣٣) بِلَالٌ، أى ماءٌ.

  وكلُّ ما يُبَلُ به الحَلْقُ من الماء واللبن فهو بِلَالٌ. ومنه قولهم: «انْضَحُوا الرَّحِمَ بِبِلَالِهَا» أى صِلُوهَا بصِلَتِها ونَدُّوها. قال أوس⁣(⁣٤):

  كَأَنِّى حَلَوْتُ الشِعْرَ حينَ مَدَحْتُهُ ... صَفَا صَخْرَةٍ صَمَّاءَ يَبْسٍ بِلَالُهَا

  ويقال: لا تَبُلَّكَ عندى بَالَّةٌ، أى لا يصيبك منى ندىً ولا خيرٌ.

  ويقال أيضاً: لا تَبُلُّكَ عندى بَلَالِ، مثال قَطَامِ. قالت ليلى الأخيليّة:

  فَلَا وَأَبِيكَ يا ابْنَ أبِى عَقِيلٍ ... تَبُلُّكَ بَعْدَها عندى بَلَالِ⁣(⁣٥)


(١) والصحيح أن قائله عبد المطلب.

(٢) فى القاموس وككتاب: بلال بن رياح ابن حمامة المؤذن. وحمامة أمّه.

(٣) فى بعض النسخ: «ما فى سقائك» بزيادة ما النافية.

(٤) فى نسخة زيادة: «يهجو الحكم بن مروان بن زِنْبَاع».

(٥) قبله: =