الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

طوع

صفحة 1255 - الجزء 3

  ويقال فى التعجب: طَمُعَ الرجلُ فلانٌ بضم الميم، أى صار كثير الطَمَعِ. وخَرُجَتِ المرأةُ فلانةُ، إذا صارت كثيرة الخروج. وقَضُوَ القاضى فلان. وكذلك التعجب فى كلِّ شيء، إلَّا ما قالوا فى نِعْمَ وبِئْسَ روايةً تروى عنهم غير لازمةٍ لقياس التعجُّب، لأنَّ صور التعجب ثلاثٌ: ما أَحْسَنَ زيداً وأَسْمِعْ به وكَبُرَتْ كلمةً. وقد شذّ عنها نِعْمَ وبئس.

  والطَمَعُ: رِزقُ الجند. يقال: أمر لهم الأمير بأَطماعِهِمْ، أى بأرزاقهم.

  وامرأةٌ مِطْمَاعٌ: تُطْمِعُ ولا تُمَكِّنُ.

[طوع]

  فلانٌ طَوْعُ يديك، أى منقادٌ لك. وفرسٌ طَوْعُ العِنَانِ، إذا كان سلساً.

  والاستِطاعةُ: الإطَاقَةُ. وربَّما قالوا اسْطَاعَ يَسْطِيعُ، يحذفون التاء استثقالاً لها مع الطاء، ويكرهون إدغام التاء فيها فتُحَرَّكُ السينُ وهى لا تحرَّك أبداً. وقرأ حمزة: فما اسْطاَّعُوا أن أن يَظْهَرُوهُ بالإدغام وجمع بين ساكنين.

  وذكر الأخفش أن بعض العرب يقول: اسْتَاعَ يَسْتِيعُ، فيحذف الطاء استثقالا وهو يريد: اسْتَطَاعَ يَسْتَطِيعُ. قال: وبعضٌ يقول: أسْطَاعَ يُسْطِيع بقطع الألف، وهو يريد أن يقول أَطَاعَ يُطِيعُ ويجعل السين عوضاً من ذهاب حركةِ عين الفعل.

  ويقال: تَطَاوَعْ لهذا الأمر حتَّى تَسْتَطِيعَهُ، وتَطَوَّع، أى تكلَّف اسْتِطَاعَتَهُ.

  والتَطَوُّعُ بالشيء: التبرُّعُ به. وقوله تعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ} قال الأخفش: هو مثل طَوَّقَتْ له، ومعناه رَخَّصَتْ وَسَهَّلَتْ.

  والمُطَّوِّعَةُ: الذين يَتَطَوَّعُونَ بالجهاد، ومنه قوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ}، وأصله المُتَطَوِّعِينَ فأدغم.

  والمُطَاوعةُ: الموافَقةُ. والمنحويون ربَّما سمَّوا الفعل اللازم مُطَاوِعاً.

  ورجلٌ مِطْوَاعٌ، أى مُطِيعٌ.

  وفلانٌ حَسَنُ الطَوَاعِيَةِ لك، مثال الثمانية، أى حسنُ الطَاعَةِ لك.

  وطَاعَ له يَطُوعُ، إذا انقاد. ولسانهُ لا يَطُوعُ بكذا، أى لا يتابعه.

  ويقال: جاء فلان طَائِعاً غير مُكْرَهٍ، والجمع طُوَّعٌ.

  قال أبو يوسف: يقال قد أَطَاعَ النخلُ والشجرُ، إذا أدرك ثمرُه وأمكن أن يُجْتَنَى.

  وقد أَطَاعَ له المرتعُ، أى اتَّسع له وأمكنه من الرعى. قال أوس بن حجر:


= فصَدَدْتُ عنهم والأَحِبَّةُ فِيهِمُ ... طَمَعاً لهم بعقابِ يَوْمٍ سَرْمَدِ

وطَمُعَ كَكَرُمَ: صار كثير الطمع.

طمعا لهم بعقاب يوم سرمد ... وطمع ككرم صار كثير الطمع