الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

فوه

صفحة 2244 - الجزء 6

[فوه]

  الأفْوَاهُ: ما يُعَالَجُ به الطِيبُ، كما أنَّ التوابل ما تُعَالَجُ به الأطعمة. يقال فُوهٌ وأَفْوَاهٌ، مثل سُوقٍ وأسْواقٍ، ثم أَفَاوِيهُ.

  والفُوهُ أصلُ قولنا فَمٌ، لأنَّ الجمع أَفْوَاهٌ إلَّا أنَّهم استثقلوا اجتماع الهاءين فى قولك: هذا فُوهُهُ بالإضافة، فحذفوا منها الهاء فقالوا: هذا فُوهُ وفُو زيدٍ، ورأيت فَازيدٍ، ومررت بِفِي زيدٍ، وإذا أضفتَه إلى نفسك قلت: هذا فِىَ، يستوى فيه حال الرفع والنصب والخفض، لأنَّ الواو تُقْلَبُ ياءً فتُدْغَمُ. وهذا إنما يقال فى الإضافة، وربَّما قالوا ذلك فى غير الإضافة، وهو قليل. قال العجاج:

  خَالَطَ من سَلْمَى خياشيمَ وفَا ... صهباءَ خُرْطُوماً عُقَاراً قَرْقَفا

  يصف عذوبةَ ريقها، يقول: كأنَّها عُقارٌ خالط خياشيمَها وفَاهَا، فكَفَّ عن المضاف إليه.

  وقولهم: كَلَّمْتُهُ فَاهُ إلى فِىِ، أى مُشَافِهاً، ونُصِبَ فُوهُ على الحال.

  وإذا أفردوا لم تحتمل الواو التنوين فحذفوها وعوّضوا من الهاء ميماً فقالوا هذا فَمٌ وفَمَانِ وفَمَوَانِ، ولو كانت الميم عِوَضاً من الواو لما اجْتَمَعَتا.

  أبو زيد: فَاهَا لِفِيكَ، ومعناه الخيبةُ لك.

  قال أبو عبيد: وأصله أنَّه يريد: جَعَلَ الله لِفِيكَ الأرضَ، كما يقال: بفِيكَ الحجرُ، وبِفِيكَ الإِثْلِبُ. وأنشد لرجلٍ من بَلْهُجَيْم⁣(⁣١):

  فقلتُ له فَاهَا لِفِيكَ فإنها ... قَلُوصُ امرئٍ قارِيكَ ما أنت حاذِرُهْ

  يعنى يَقْرِيَكَ، من القِرَى.

  والفَوَهُ بالتحريك: سعةُ الفَمِ. ورجلٌ أَفوهُ وامرأةٌ فَوْهَاءُ، بَيِّنَا الفَوَهِ. وقد فَوِهَ يَفْوَهُ.

  ويقال: الفَوَهُ خُروجُ الثنايا العُلَى وطولها.


(١) فى نوادر أبى زيد: وأخبرنى أبو العباس محمد بن يزيد وغيره، أن هذا الرجل لقيه أسدٌ فاخترط سيفَه فقتله ثم قال:

تحسب هواس وأيقن أننى ... بها مفتدين صاحب لا أناظره

فقلت له الخ ...

قال: معنى تحسَّب اكتفَى، من قولك: رحَسْبُكَ الله، كقول الله جل وعز: {عَطاءً حِساباً} أى كافياً. وتقول العرب: ما أَحْسَبَكَ فهو لى مُحْسِبٌ، أى ما كفاك فهو لى كافٍ. رروقوله: «هَوَّاسٌ» يعنى الأسد، وإنّما سُمِّىَ هَوَّاساً لأنه يُهَوِّسُ الفريسةَ، أى يدقّها. وقوله: ر «فاها لفيك» دعَا عليه بالداهية. والداهيةُ: رضربهُ له بسيفه.