الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

درحى

صفحة 2336 - الجزء 6

  اعتمدوه بالغزو والغارة. قال سُحَيم بن وَثيل الرِياحىّ:

  أتتنا عامرٌ من أرض رامٍ ... مُعَلِّقَةَ الكَنائِنِ تَدَّرِينا

  وتَدَرَّاهُ وادَّرَاهُ بمعنًى، أى خَتَله، تَفَعَّلَ وافْتَعَلَ بمعنًى. قال سحيم:

  وماذا تَدَّرِى⁣(⁣١) الشعراءُ منِّى ... وقد جاوزتُ رأس الأربعينِ

  قال يعقوب: كسر نون الجمع لأنَّ القوافى مخفوضة. ألا ترى إلى قوله:

  أَخُو خَمْسينَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّى ... ونَجَّذَنِى مداورة الشُئُونِ

  وقول الراجز:

  كيف ترانى أَذَّرِى وأَدَّرِى ... غِرَّاتِ جُمْلٍ وتَدَرَّى غِرَرِى

  فالأوَّل إنما هو بالذال معجمةً، وهو أَفْتَعِلُ من ذَرَّيْتُ تراب المعدن. والثانى بدالٍ غير معجمة، وهو أَفْتَعِلُ من ادَّرَاهُ أى ختله. والثالث تَتَفَعَّلُ من تَدَرَّاهُ أى ختله، فأسقط إحدى التاءين. يقول: كيف ترانى أَذَّرِى تراب المعدن وأَخْتِلُ مع ذلك هذه المرأة بالنظر إليها إذا غَفَلتْ.

  وقولهم: جَابُ المِدْرَى، أى غليظ القرن، يُدَلُّ بذلك على صغر سنِّ الغزال؛ لأنَّ قرنه فى أوّل ما يطلع يغلُظ، ثم يَدِقُّ بعد ذلك إذا طال.

[درحى]

  الدِرْحَايَةُ: الرجل الضخم القصير، وهو فِعْلَايَةٌ. قال الراجز:

  عَكَوَّكُ⁣(⁣٢) إذا مشى دِرْحَايَهْ ... يحسبنى لا أعرف الحُدَايَهْ

[دسا]

  دَسَّاها، أى أخفاها. وهو فى الأصل دَسَّسَها، فأبدل من إحدى السينين ياءً.

[دعا]

  الدَعْوَةُ إلى الطعام بالفتح. يقال: كنا فى دَعْوَةِ فلان ومَدْعَاةِ فلان، وهو فى الأصل مصدرٌ، يريدون الدُعَاءَ إلى الطعام.

  والدِعْوَةُ بالكسر فى النسب، يقال: فلان دَعِىٌ بيّن الدِعْوَةِ والدَعْوَى فى النسب.

  هذا أكثر كلام العرب إلَّا عَدِىَّ الربابِ فإنَّهم يفتحون الدال فى النسب ويكسرونها فى الطعام.


(١) فى اللسان: «وما ذا يَدَّرِى».

(٢) فى اللسان: «عَكَوَّكاً».