الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أتا

صفحة 2261 - الجزء 6

  تقول ابْنَتِى لما رأتْنِىَ شاحباً ... كأنَّكِ فينا يا أَبَاتَ غريبُ

  أراد يا أَبَتَاهُ، فقدّم الألف وأخّر التاء.

  وقد يقلبون الياء ألِفاً، قالت عَمْرَةُ⁣(⁣١):

  وقد زعموا أَنِّى جَزِعْتُ عليهما ... وهَلْ جَزَعٌ إنْ قلتُ وَا بِأَبَاهُما⁣(⁣٢)

  تريد: وا بِأبِيهِما.

  وقالت امرأة:

  * يَا بِيَبِى أنتَ ويَا فَوْقَ البِيَبْ⁣(⁣٣) *

  قال الفرّاء: جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتهما فى الكلام. وقال: يا أَبَتَ ويَا أَبَتِ لغتان، فمن نصب أراد النُدْبَةَ فحذف.

  ويقال: لا أَبَ لك ولا أَبَا لَكَ، وهو مدحٌ.

  وربَّما قالوا: لا أَبَاكَ؛ لأنّ اللام كالمُقْحَمَةِ.

  قال أبو حَيَّةَ النُمَيْرِىُّ:

  أَبِالْمَوْتِ الذى لَا بُدَّ أَنِّى ... مُلَاقٍ لَا أَبَاكِ تُخَوِّفِينِى⁣(⁣٤)

  أراد تُخَوِّفِينَنِى، فحذف النون الأخيرة.

  قال ابن السكيت: يقال: فلان «بَحْرٌ لا يُؤْبَى»، وكذلك «كَلَأٌ لا يُؤْبَى» أى لا يجعلك تَأْبَاهُ، أى لا ينقطع من كثرته.

  والأَبْوَاءُ، بالمدّ: موضعٌ.

[أتا]

  الإتْيَانُ: المجئُ. وقد أَتَيْتَهُ أَتْياً. قال الشاعر:

  * فاحْتَلْ لنفسك قَبْلَ أَتْىِ العَسْكَرِ*

  وأَتَوْتُهُ أَتْوَةً لغةٌ فيه، ومنه قول الهذلىّ⁣(⁣٥)

  * كنتُ إذا أَتَوْتهُ من غَيْبِ⁣(⁣٦) *


(١) الجُشَمِيَّة.

(٢) قبله:

هما أخوا في الحرب من لا أخا له ... إذا خاف يوما نبوى فدعاهما

(٣) فى اللسان:

يا بأبي أنت ويا فوق البيت ... يا بأبي خصيام من خصى وزب

وفى المخطوطة: «يا بأبى».

(٤) بعده:

دعى ماذا علمت ساتقيه ... ولكن بالمغيب نبئيني

(٥) هو خالد بن زهير.

(٦) قال:

يا قوم مالي وأبا ذؤيب ... كنت إذا أتونه من غيب

يشم عطفى ويبز ثوبي ... كأنما أربته بريب