الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

قصب

صفحة 202 - الجزء 1

  وقَشَّبَني ريحُه تقشيبا، أى آذاني، كأنه قال: سَمَّنِى ريحه.

  ورجل مقشَّب الحَسب، إذا مُزِج حَسَبُه.

[قصب]

  القَصَبُ: الأَباء. والقَصْباء مثلُه، الواحدة قصبة. قال سيبويه: القصباء واحدٌ وجمع. قال: وكذلك الحَلْفاء والطَرْفاء.

  والقَصَب: كلُّ عظمٍ مستديرٍ أجوف، وكذلك كلُّ ما اتُّخِذَ من فضة وغيرِها⁣(⁣١)، الواحدة قَصَبة. والقَصَب: مجارى الماء من العيون.

  قال أبو ذؤيب:

  أقامتْ به فابْتَنَتْ خيمةً ... على قَصَبٍ وفُرَاتٍ نَهَرْ

  وقال الأصمعى: قَصَبُ البطحاء: مِياهٌ تجرِى إلى عيون الرَكَايا. يقول: أقامت بين قَصَبٍ، أى رَكَايا، وماءٍ عذبٍ. وكلُّ عذبٍ فراتٌ وكل كثير جَرَى فقد نَهَرَ واستَنْهَر.

  والقَصَب: عُروق الرئة، وهى مخارج النَفَس ومَجارِيه. والقَصَب: ثيابُ كَتَّانٍ رِقاقٌ. والقَصَب: أنابيبُ من جَوهرٍ. وفى الحديث: «بَشِّرْ خديجةَ ببيتٍ فى الجنة مِن قَصَب». وقَصَبَة الأنف: عَظْمه. وقَصَبَة القَرْيَة: وَسَطُها. وقَصَبَة السَواد: مديِنَتُها. والقُصْب، بالضم: المِعَى. يقال: هو يَجُرُّ قُصْبَه. قال الراعى:

  تكسو المفارقَ واللَبَّاتِ ذا أرَجٍ ... من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ دَرَّاجِ

  وأمّا قول امرئ القيس:

  * والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحُوبُ⁣(⁣١) *

  فيريد الْخَصْرَ، وهو على الاستعارة، والجمع أقصاب. قال الأعشى:

  وشاهِدُنا الجُلُّ والياسِمَي ... نُ والمُسْمِعَاتُ بأقصابِهَا

  أى بأوتارها، وهى تُتَّخذ من الأمعاء. ويروى «بِقُصَّابِها»، وهى المزامير.

  وشَعَر مقصَّب، أى مجعَّد. وقد قصَّب الزرعُ تقصيبا⁣(⁣٢)، وذلك بعد التفريخ.

  والقصائب: الذوائب المقصَّبة تُلْوَى ليًّا حتَّى تترجَّل، ولا تُضفَر ضفراً، واحدتها قَصِيبة وقُصَّابة،


(١) كذا فى اللسان. وفى المطبوعة الأولى «وغيره».

(١) فى ديوانه:

واليد سابجة والرجل ضارحة ... والعين قادحة والمتن سلحوب

وقال ابن برى: البيت لإبراهيم بن عمران الأنصارى.

(٢) فى اللسان: «وقصب الزرع تقصيباً، وأقصب: صار له قصب، وذلك بعد التفريخ».