الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

بلس

صفحة 909 - الجزء 3

  وناقةٌ بَسُوسٌ، إذا كانت لا تدرُّ إلا على الإبْسَاسِ.

  وقال أبو عبيد: بَسَسْتُ الإبلَ وأَبْسَسْتُ، لغتان، إذا زجرتَها وقلت: بِسْ بِسْ. وفى الحديث: «يخرج قومٌ من المدينة إلى اليمن والشأم أو العراق يُبِسُّونَ، والمدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون».

  وبَسَ عَقَارِبَهُ، أى أرسل نمائمه وأذاه.

  وبَسَسْتُ المالَ فى البلاد فانْبَسَ، إذا أرسلتَه فتفرَّقَ فيها، مثل بَثَثْتُهُ فانْبَثَّ.

  والبَسُوسُ: اسم امرأةٍ، وهى خالة جَسَّاس ابن مُرَّة الشَيبانى، كانت لها ناقةٌ يقال لها سَرَابِ، فرآها كليبُ وائلٍ فى حِمَاهُ وقد كسرتْ بيضَ طيرٍ كان قد أجاره، فرمى ضرعَها بسهم، فوثب جسّاسٌ على كليبٍ فقتَلَه، فهاجت حرب بكرٍ وتغلبَ ابنَىْ وائلٍ بسببها أربعين سنة، حتَّى ضربت بها العربُ المثَل فى الشؤم، وبها سميِّتْ حرب البَسُوسِ.

  وقال أبو زيد: أَبْسَسْتُ بالمَعْزِ، إذا أَشْلَيتها إلى الماء.

  والبَسْبَسُ: القَفْرُ.

  والتُرَّهَاتُ البَسابِسُ، هى الباطل. وربَّما قالوا: تُزَّهات البَسابِسِ، بالإضافة.

  قال الكسائى: يقال: حئْ بهِ من حِسِّكَ وَبِسِّكَ، أى ائْتِ به على كلِّ حال من حيثُ شئت. وقال أبو عمرو: يقال جاء به من حِسِّهِ وبِسِّهِ، أى من جهده. ولَأَطْلُبَنَّهُ من حَسِّي وبَسِّي، أى من جهدى. وينشد:

  تَرَكَتْ بَيْتِي من الأش ... ياءِ قَفْراً مثلَ أمسِ

  كُلُّ شيءِ كنتُ قد جَ ... مَّعْتُ من حَسِّي وبَسِّي

  والبَسْبَاسةُ: نبتٌ.

[بلس]

  أَبْلَسَ من رحمة الله، أى يَئِسَ. ومنه سمِّى إبْلِيسُ، وكان اسمه عَزَازِيلُ.

  والإبْلَاسُ أيضاً: الانكسار والحزن. يقال: أَبْلَسَ فلانٌ، إذا سكتَ غمًّا. قال الراجز⁣(⁣١):

  يا صَاحِ هل تَعِرفُ رسماً مُكْرَسَا ... قال نَعَمْ أَعْرِفُهُ وأَبْلَسَا

  وأَبْلَسَتِ الناقة، إذا لم تَرْغُ من شدّة الضَبَعَةِ، فهي مِبْلَاسٌ.

  والبَلَسُ بالتحريك: شيء يشبِه التين يكثُر باليمن. وأهلُ المدينة يسمون المِسْحَ بَلَاساً، وهو فارسىّ معرّب.

  ومن دعائهم: أرانيك الله على البُلُسِ! بالضم، وهى غرائر كبارٌ من مسوحٍ يُجعل فيها التين⁣(⁣٢) ويُشَهَّرُ عليها مَنْ يُنَكَّلُ به وينادَى عليه.


(١) هو العجاج.

(٢) وكذا فى اللسان. ولعلها «التبن» بالباء الموحدة.