الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

كذب

صفحة 210 - الجزء 1

  لَأَصْبَحَ رَتْماً دُقَاقَ الحَصَى ... مَكَانَ النَبىِّ من الكاثِبِ⁣(⁣١)

  والكاثبة من الفرس: مقدَّم المِنْسَج حيث تقع عليه يدُ الفارس.

[كذب]

  كَذَبَ كِذْباً وكَذِباً، فهو كاذب وكذّابٌ وكَذُوب، وكَيْذُبانٌ ومَكْذَبان ومَكْذَبَانَةٌ، وكُذَبَةٌ مثال هُمَزة، وكُذُبْذُبٌ مخفَّف، وقد يشدَّد. وأنشد أبو زيد:

  وإذا أتاك بأنَّنى قد بِعْتُهَا⁣(⁣٢) ... بوصالِ غانيةٍ فقُلْ كُذُّبْذُبُ⁣(⁣٣)

  والكُذَّبُ. جمع كاذب، مثل راكع ورُكَّع.

  قال الشاعر⁣(⁣٤):

  مَتَى يَقُلْ تنفع الأقوامَ قَوْلَتُهُ ... إذا اضمحلَّ حديث الكُذَّبِ الوَلَعَهْ⁣(⁣٥)

  والتكاذب: ضد التصادُق.

  والكُذُبُ: جمع كَذُوبٍ مثل صبور وصُبُر. ومنه قرأ بعضهم: ولا تَقُولوا لِمَا تَصِفُ ألسنَتُكُمُ الكُذُبُ، فجعله نعتاً للألسنة.

  والأُكْذُوبة: الكَذِبُ. وأَكْذَبْتُ الرجلَ: أَلْفَيْتُهُ كاذباً؛ وكذَّبته، إذا قلتَ له كَذَبْتَ. قال الكسائى: أَكْذَبْتُهُ، إذا أَخْبَرْتَ أنَّه جاء بالكذب ورَوَاه. وكَذَّبْتُهُ، إذا أَخبرتَ أنَّه كاذب⁣(⁣١).

  وقال ثعلب: أكْذَبَه وكَذَّبَه بمعنًى.

  وقد يكون أَكْذَبَه بمعنى بَيَّنَ كَذِبَه، وقد يكون بمعنى حَمَله على الكذب، وبمعنى وجَدَه كاذباً.

  وقوله تعالى: {وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً}، وهو أحد مصادر المشدَّد، لأنّ مصدره قد يجئ على تَفعيل مثل التكليم، وعلى فِعَّالٍ مثل كِذَّاب، وعلى تَفْعِلة مثل توصية، وعلى مُفَعَّل مثل {وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ}.

  وقوله تبارك وتعالى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ} هو اسمٌ يوضع موضعَ المصدر، كالعاقبة والعافية والباقية. وقال: {فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ}، أى بقاء.

  وقولهم: إنَّ بنى فلانٍ ليس لجدِّهم⁣(⁣٢) مكذوبة أى كَذِبٌ.

  وكَذَبَ قد يكون بمعنى وَجَبَ. وفى الحديث


(١) يريد بالنبى ما نبا من الحصى إذا دق فندر، والكاثب: الجامع لما ندر منه.

(٢) فى اللسان: فاذا سمعت بأنني قد بعتكم

(٣) البيت لجريبة بن الأشيم.

(٤) هو أبو داود الرؤاسى.

(٥) الولعة: جمع والع، مثل كاتب وكتبة.

والوالع: الكاذب.

(١) يعنى أن من طبيعته الكذب.

(٢) الصواب «لحدهم» بالحاء المهملة، كما فى اللسان.