الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

سخا

صفحة 2373 - الجزء 6

  وسَحَوْتُ القرطاس وسَحَيْتُهُ أيضاً أَسْحَاهُ، إذا قشرته. وكذلك سَحَوْتُ الطِينَ عن وجه الأرض وسَحَيْتُهُ، إذا جرفتَه. وأنا أَسْحَا وأَسْحُو وأَسْحِى، ثلاث لغات.

  وسَحَوْتُ الكتاب وسَحَيْتُهُ، إذا شددته بالسِّحَاءِ.

  وأَسْحَى الرجل: كثرت عنده الأَسْحِيَةُ.

  ورجلٌ أُسْحُوَانٌ بالضم: كثير الأكل.

  والساحِيَةُ: المَطْرة الشديدة الوقْع التى تقشر وجهَ الأرض.

  والسِّحَاءُ أيضاً: نبتٌ تأكلُ منه النحل فيطيب عسلُها عليه.

  والمِسْحَاةُ كالمجرفة إلّا أنّها من حديد. وأمَّا قول أبى زُبيد:

  كأنَّ أَوْبَ مَسَاحِى القومِ فَوْقَهُمُ ... طَيْرٌ تَعِيفُ على جُونٍ مَزاحِيفِ

  شبَّهَ رجعَ أيدى القوم بالمساحى المعوجّة التى يقال لها بالفارسية كَنَنْدْ فى حَفْر قبر عثمان ¥، بطيرٍ تَعيف على جُونٍ مزاحيفَ.

  ويقال ضَبٌ ساحٍ: يرعى السِّحَاءَ.

  ويقال أيضاً: ما فى السماء سَحَاةٌ من سحابٍ.

[سخا]

  السَّخَاوَةُ والسَّخَاءُ: الجود. يقال منه: سَخَا يَسْخُو. وسَخِىَ يَسْخَى مثله، قال عمرو بن كلثوم:

  مُشَعْشَعَةً كأنَّ الحُصَّ فيها ... إذا ما الماءُ خالطها سَخِينا

  أى جُدْنا بأموالنا. وقول من قال «سَخِينا» من السُّخُونَةِ نصب على الحال، فليس بشئ.

  وسَخِيَتْ نفسى عن الشئ، إذا ترَكْته.

  وسَخُوَ الرجل يَسْخُو سَخَاوَةً، أى صار سَخِيًّا.

  وسَخَوْتُ النار أَسْخُوهَا سَخْواً، وذلك إذا أوقدتَ فاجتمع الجمرُ والرماد ففرَّجْتَه. وفيه لغة أخرى حكاهما جميعاً أبو عمرو: سَخِيتُ النار أَسْخَاهَا سَخْياً، مثال لبثت ألبث لَبْثاً. يقال: اسْخَ نَارَكَ، أى اجعل لها مكاناً تُوقَد عليه.

  وأنشد:

  ويُرْزِمُ أن يَرى المَعْجُونَ يُلْقَى ... بسَخْىِ⁣(⁣١) النارِ إرْزَامَ الفَصِيلِ⁣(⁣٢)

  والسَّخَا مقصورٌ: ظَلْعٌ يصيب البعيرَ أو الفصيل، بأنْ يثب بالحمل الثقيل فتعترضَ الريحُ بين الجلد والكتِف. يقال: سَخِىَ البعير


(١) ويروى: «بسَخْوِ النار».

(٢) الإرزام: التصويت. والمعجون: ما يعجن من الدقيق. يهجو رجلا نهِماً إذا رأى العجينَ يلقى فى النار لينضج صاح كصياح الفصيل إذا رأى العلف. وسَخْىِ النار: موضع استيقادها.