الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

رفا

صفحة 2360 - الجزء 6

  ويقال أيضا: أمست إبلهم تُرَغِّى وتُنَشِّفُ، أى لها نُشَافَةٌ ورُغْوَةٌ. حكاه يعقوب.

  والمِرْغَاةُ: شئٌ تؤخذ به الرُّغْوَةُ.

  والرُّغْوَةُ فيها ثلاث لغات: رُغْوَةٌ ورَغْوَةٌ ورِغْوَةٌ. وحكى الكسر فيها اللحيانى وغيرُه، وهو زُبد اللبن، والجمع رُغاً. وكذلك رُغَايةُ اللبن بالضم والياء، ورِغَاوَةُ اللبن بالكسر والواو.

  وسمع أبو المهدىّ الواوَ فى الضم، والياءَ فى الكسر.

  وارْتَغَيْتُ: شربت الرَّغْوَةَ وفى المثل: «يُسِرُّ حَسْوًا فى ارْتِغَاءٍ»، يضرب لمن يُظهر أمراً ويريد غيره. قال الشعبىّ لمن سأله عن رجل قبَّل أُمَّ امرأته: «يُسِرُّ حَسْوًا فى ارْتِغَائِهِ وقد حَرُمَتْ عليه امرأته».

  وناقةٌ رَغُوُّ على فَعُولٍ، أى كثيرة الرُّغَاءِ.

  وأَرْغَيْتُهُ أنا: حملتُه على الرُّغَاءِ. قال الشاعر⁣(⁣١):

  أَيَبْغِى⁣(⁣٢) آلُ شَدَّادٍ علينا ... وما يُرْغَى لشَدَّادٍ فَصِيلُ

  يقول: هم أشِحَّاءُ لا يفرّقون بين الفصيل وأمّه بنَحْرٍ ولا هِبَةٍ.

  وتَرَاغَوْا، إذا رَغَا واحدٌ هاهنا وواحدٌ هاهنا وفى الحديث: «إنَّهم والله تَرَاغَوْا عليه فقتَلوه». وقولهم: ما له ثَاغِيَةٌ ولا راغيةٌ، أى ما له شاةٌ ولا ناقةٌ.

  ويقال أيضا: أتيته فما أَثْغَى ولا أَرْغَى، أى لم يُعطِ شاةً ولا ناقةً؛ كما يقال: ما أحشَى ولا أجلّ.

[رفا]

  رَفَوْتُ⁣(⁣٣) الثوبَ أَرْفُوهُ، يهمز ولا يهمز.

  ورَفَوْتُ الرجل: سكّنته من الرعب. قال أبو خِراشٍ الهُذَلىّ، واسمه خُويلد:

  رَفَوْنِى وقالوا يا خُوَيْلِدُ لم تُرَعْ ... فقلتُ وأنكرتُ الوجوهَ همُ همُ

  والمُرافَاةُ: الاتِّفاق والالتحام. قال الشاعر:

  ولَمَّا أنْ رأيتَ أبا رُوَيْمٍ ... يُرَافِينِى ويكره أن يُلَاما

  والرِّفاءُ: الالتحامُ والاتفاق.

  ويقال: رَفَّيْتُهُ تَرْفِيَةً، إذا قلت للمتزوِّج: بالرِّفاء والبنين. قال ابن السكيت: وإن شئتَ كان معناه: بالسُكون والطمأنينة، من قولهم: رَفَوْتُ الرجل، إذا سكَّنتَه.


(١) هو سبرة بن عمرو الفقعسىّ.

(٢) ويروى: «أتبغى».

(٣) رَفَا من باب عَدَا.