الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

بحدل

صفحة 1631 - الجزء 4

  فجعل نفسَه له أخاً وهو مَعَدِّىٌّ. وإنما رفع «تُصْرَعُ» وحقُّه الجزمُ على إضمار الفاء، كما قال⁣(⁣١):

  مَن يفعل الحسناتِ اللهُ يَشْكُرُهَا ... والشَرُّ بالشَرِّ عند اللهِ مِثْلَانِ

  أى فالله يشكرها. ويكون ما بعد الفاء كلاما مبتدأً. وكان سيبويه يقول: هو على تقديم الخبر كأنّه قال: إنكَ تُصْرَعُ إنْ يُصْرَعْ أخوك.

  وأمّا البيت الثانى فلا يختلفون فيه أنَّه مرفوع بإضمار الفاء.

  وبَجْلَةُ: بطنٌ من بنى سُلَيْمٍ، والنسبة إليهم بَجْلِىٌ بالتسكين. ومنه قول عنترة:

  * وفى الْبَجْلِىِ مِعْبَلَةٌ وَقِيعُ⁣(⁣٢) *

  والْأَبْجَلُ: عِرْقٌ، وهو من الفرس والبعير بمنزلة الأكحل من الإنسان. وحكى يعقوب عن أبى الغَمْرِ العُقَيْلِىِّ: يقال للرجل الكثير الشحم إنه لَبَاجِلٌ، وكذلك الناقة والجمل.

  وشيخٌ بَجَالٌ وبَجِيلٌ، أى جسيمٌ. وقال أبو عمرو: الْبَجَالُ: الرجلُ الشيخُ السيّدُ.

  قال زهير⁣(⁣٣):

  الموتُ خيرٌ للفتى ... فَلْيَهْلِكَنْ وبه بَقِيَّهْ

  مِنْ أَنْ يرى الشيخَ البَجَا ... لَ يُقَادُ يُهْدَى بالعَشِيَّهْ

  جعل قوله «يُهْدَى» حالاً لِيُقَادَ، كأنَّه قال مَهْدِيًّا، ولو لا ذلك لقال «وَيُهْدَى» بالواو.

  وأَبْجَلَهُ الشئُ، أى كَفَاهُ. ومنه قول الكميت:

  * ومِنْ عنده الصَدَرُ الْمُبْجِلِ⁣(⁣٤) *

  والتَّبْجِيلُ: التعظيمُ.

  وبَجَلْ بمعنى حَسْبُ، قال الأخفش: هى ساكنةٌ أبداً، يقولون بَجَلْكَ كما يقولون قَطْكَ، إلَّا أنهم لا يقولون بَجَلْنِى كما يقولون قَطْنِى، ولكن يقولون بَجَلِى وبَجْلِى، أى حَسْبِى.

  قال لبيد:

  فمَتَى أَهْلِكْ فلا أَحْفِلُهُ ... بَجَلِى الآنَ من العيش بَجَلْ

[بحدل]

  بَحْدَلٌ: اسم رجل.


(١) الشعر لجرير.

(٢) صدره:

ووآخر منهم آجررت رمحى

(٣) هو زهير بن جناب الكلبىّ.

(٤) صدره:

إليه موارد أهل الخصاص

وقبله:

وعبد الرحيم جماع الأمور ... إليه انتهى اللقم المعمل