الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

جسر

صفحة 613 - الجزء 2

  والرأس، سمِّيت بذلك لأنَ الجَزَّارَ يأخذها، فهى جُزَارَتُه، كما يُقال: أخذ العامل عُمالتَه. فإذا قالوا فرسٌ عَبْلُ الجُزَارَةِ، فإنَّما يراد غِلَظ اليدين والرجلين وكثرةُ عصبهما، ولا يدخل الرأسُ فى هذا، لأنَّ عِظَمَ الرأس هُجْنة فى الخيل.

  وجَزَرُ السِباع: اللحمُ الذى تأكله. يقال: تركُوهم جَزَراً، بالتحريك، إذا قَتَلوهم.

  والجَزَرُ⁣(⁣١) أيضاً: هذه الأَرومةُ التى تؤكل.

  قال الأصمعى: الواحدة جَزَرَةٌ.

  والجَزَرَ أيضاً: الشاة السَمينة، الواحدة جَزَرَةٌ.

  قال ابن السكِّيت: يقال أَجْزَرْتُ القومَ، إذا أعطيتَهم شاةً يذبحونها: نعجةً أو كبشاً أو عَنْزاً. قال: ولا تكون الجَزَرَةُ إلّا من الغنم ولا يقال: أَجْزَرْتُهُمْ ناقة، لأنَّها قد تصلح لغير الذبح.

  قال الفرَّاء: يقال جَزَرٌ وجِزَرٌ للذى يؤكل، ولا يقال فى الشَاءِ إلّا الجَزَرُ بالفتح.

  والجَزِيرةُ: واحدة جَزائِرِ البحر، سمِّيت بذلك لانقطاعها عن معظم الأرض.

  والجَزِيرةُ: موضع بعينه، وهو ما بين دِجلة والفرات.

  وأمّا جَزِيرةُ العرب فإنَّ أبا عبيدة يقول: هى ما بين حَفْرِ أبى موسى الأشعرىّ إلى أقصى اليمن فى الطُول، وفى العرض ما بين رمل يَبْرِينَ إلى مُنْقَطَع السَماوَة.

  وجَزَرْتُ النخلَ أَجْزِره بالكسر جَزْراً: صَرمتُه.

  وقد أَجْزَرَ النخلُ، أى أصرمَ. وأَجْزَرَ البعيرُ: حان له أن يُجْزَرَ.

  وكان فِتيانٌ يقولون لشيخٍ: أَجْزَرْتَ يا شيخ! أى حانَ لك أن تموت. فيقول: أىْ بَنِىَّ، وتُخْتَضَرُونَ! أى تموتون شباباً. ويروى: «أَجْزَرْتَ»، مِن أَجَزَّ البُرُّ، إذا حان له أن يُجَزَّ.

  وجَزَرْتُ الجَزُورَ أَجْزُرُها بالضم، واجْتَزَرْتها إذا نَحرتَها وجلَّدتَها.

  والمَجْزِرُ بكسر الزاى: موضع جزرها. وفى الحديث عن عمر ¥: «إيَّاكم وهذه المَجَازِرَ فإنَّ لها ضَرَوَاةً كضراوة الخمر». قال الأصمعىّ: يعنى نَدِىَّ القوم، لأنَ الجَزُورَ إنما تُنحَر عند جمع الناس.

  وجَزَرَ الماءُ يَجْزُرُ ويَجْزِرُ جَزْراً، أى نَضَب.

  والجَزْرُ: خلاف المدّ، وهو رجوع الماء إلى خلف.

[جسر]

  الجِسْرُ: واحد الجُسُورِ التى يُعبَر عليها.

  والجَسْرُ بالفتح: العظيم من الإبلِ وغيرها؛ والأنثى جَسْرَةٌ. قال ابن مُقِبلٍ:


(١) يقال بالتحريك، وكعنب أيضاً، كما سيأتى.