الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

نسف

صفحة 1431 - الجزء 4

  لعَمْرِى لئن أَنْزَفْتُمُ أو صَحَوْتُمُ ... لَبِئْسَ النَدَامَى كنتم آل أَبْجَرَا⁣(⁣١)

  قال: وقوم يجعلون المُنْزَفَ مثل الْمَنْزُوف: الذى قد نُزِفَ دمه.

  والنُّزْفَةُ بالضم: القليل من الماء أو الشرابِ مثل الغُرفة، والجمع نُزَفٌ.

  ويقال: نَزَفَهُ الدمُ، إذا خرج منه دمٌ كثير حتَّى يضعُف، فهو نَزِيفٌ ومَنْزُوفٌ.

  وفى المثل: «أَجْبَنُ من الْمَنْزُوفِ ضَرَطاً.

  والسكرانُ نَزِيفٌ أيضا، إذا نُزِفَ عقله.

  ونُزِفَ الرجُل فى الخصومة، إذا انقطعتْ حجَّته.

  ويقال: أَنْزَفَ القومُ، إذا انقطع شرابُهم.

  وقرئ: {وَلا يُنْزِفُونَ} بكسر الزاى.

  وأَنْزَفَ القومُ إذا ذهب ماءُ بئرهم وانقطع.

[نسف]

  أبو زيد: نَسَفْتُ البناء نَسْفاً: قلعْته. ونَسَفَ البعيرُ الكلأ يَنْسِفُهُ بالكسر، إذا اقتلعه بأصله.

  وانْتَسَفْتُ الشئ اقتلعته. قال الراجز⁣(⁣٢):

  وانْتَسَفَ الجَالِبَ من أَنْدَابِه ... إغْبَاطُنَا المَيْسَ على أَصْلَابِه

  والنَّسِيفُ: أثر كَدْمِ الحمار، وأثرُ ركضِ الرِجل بجنْبَى البعير إذا انحصَّ عنه الوبر.

  قال الممزَّق:

  وقد تَخِذَتْ رِجْلِى إلى جَنْبِ غَرْزِهَا ... نَسِيفاً كأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ

  وقول أبى ذؤيب:

  فأَلْفَى القومَ قد شربوا فَضمُّوا ... أمام القومِ مَنْطِقُهُمْ نَسِيفُ

  قال الأصمعى: أى يَنْتَسِفُونَ الكلام انْتِسَافاً لا يتمُّونه من الفَرَق، يهمسون به رويدا من الفَرَق، فهو خفىّ، لئلا يُنْذَرَ بهم، ولأنَّهم فى أرض عدوّ. وقوله: «فضَمُّوا»، أى اجتمعوا أو ضمُّوا إليهم دوابَّهم ورحالهم.

  ويقال: هما يَتَنَاسَفَانِ الكلام، أى يتسارَّانِ.

  ونَسْفُ الطعام: نَقْضُهُ.

  والْمِنْسَفُ: ما يُنْسَفُ به الطعام، وهو شئ طويل منصوبُ الصدر أعلاه مرتفعٌ.

  والنُّسَافَةُ: ما يسقط منه. يقال: اعْزِلِ النُّسَافَةَ وكلِ الخَالِصَ.

  ويقال: أتانا فلانٌ كأنّ لحيته مِنْسَفٌ، حكاه أبو نصر أحمد بن حاتم.


(١) بعده:

شربتم ومدرتم وكان أبوكم ... كذاكم إذا ما يشرب الكأس مدرا

(٢) أبو النجم.