الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ودع

صفحة 1295 - الجزء 3

  وهم لا يقولون يِعْلَمُ استثقالاً للكسرة على الياء. فلما اجتمعت الياءان قويتا واحتملتا ما لم تحتمله المفردةُ. وينشد لمتمِّم بن نُويرة على هذه اللغة:

  قَعِيدَكِ أَلَّا تُسْمِعِينِي مَلَامَةً ... ولا تنكئي قَرْحَ الفؤادِ فَيِيجَعا

  وفلان يَوْجَعُ رأسَه، نصبتَ الرأس، فإن جئت بالهاء رفعتَ فقلت يَوْجَعُهُ رأسُه. وأنا أَيْجَعُ رأسي ويَوْجَعُ رأسي، ولا تقل يُوجِعُنِي رأسى، والعامة تقوله. قال الصِمَّةُ بن عبد الله القُشَيرىُّ:

  تَلَفَّتُّ نحو الحَىِّ حتّى وَجَدْتُنِى ... وَجِعْتُ من الإصغاءِ لِيتاً وأَخْدَعا

  والإيجاعُ: الإيلامُ. وضربٌ وَجِيعٌ، أى مُوجِعٌ، مثل أليمٍ بمعنى مُؤْلمٍ.

  وتَوَجَّعْتُ لفلانٍ من كذا، أى رَثَيْتُ.

  والوَجْعاءُ: السافلةُ، وهى الدُبُرُ، ومنه قول الشاعر⁣(⁣١):

  * وإذ يُشَدُّ على وَجْعَائِهَا الثَفَرُ⁣(⁣٢) *

  يعنى أنها بُوضِعتْ.

  والجِعَةُ: نبيذ الشعير، عن أبى عبيد، ولست أدرى ما نقصانه.

[ودع]

  التَّوْدِيعُ عند الرحيل. والاسمُ الوَدَاعُ بالفتح.

  وتَوْدِيعُ الفحلِ: اقتناؤه للفِحْلة.

  وقوله تعالى: {ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ} قالوا: ما تركك.

  وتَوْدِيعُ الثوبِ: أن تجعلَه فى صِوَانٍ يصونه.

  والوَدَعَاتُ: مَنَاقِفُ صِغارٌ تُخْرَجُ من من البحر، وهى خَرَزٌ بِيضٌ تتفاوت فى الصغر والكبر. قال الشاعر⁣(⁣١):

  ولا ألقِى لِذِى الوَدَعَاتِ سَوْطِى ... لِأَخْدَعَهُ وغِرَّتَهُ أُرِيدُ

  الواحدة وَدْعَةٌ ووَدَعَةٌ أيضا بالتحريك.

  قال الشاعر:

  * والحِلْمُ حِلْمُ صَبِىٍّ يَمْرُثُ الوَدَعَهْ⁣(⁣٢) *

  والدَّعَةُ: الخَفْضُ، والهاء عوضٌ من الواو.

  تقول منه: وَدُعَ الرجل بالضم، فهو وَدِيعٌ، أى ساكنٌ، ووَادِعٌ أيضا، مثل حَمُضَ فهو


(١) هو أنس بن مدركة الخثعمى.

(٢) صدره:

غضبت للمرء إذ نيكت حليلته

وبعده:

أغشى الحروب وسربالي مضاعفة ... تغشى البنان وسيفى صارم ذكر

أني وقتلى سليكا ثم أعقله ... كالثور يضرب لما عافت البقر

(١) عقيل بن علفة المرى، كما فى نسخة.

(٢) هذا البيت فى الأصمعيات لرجل من تميم بكماله:

ألسن من جلفزير عوزم خلق ... والعقل عقل صبي يمرس الودعه