نهب
  أخرى، وهو افتعال من النَوْبَةِ. ومنه قول الهذَلىّ(١):
  أَقَبُّ طريدٌ بُنْزِهِ الفَلَا ... ةِ لا يَرِدُ المَاءَ إلَّا انْتِيَابا
  ويروى «ائْتِيَابَا» وهو افتعالٌ من آبَ يَؤُوبُ، إذا أَتَى ليلا.
  وأناب إلى الله، أى أقبلَ وتاب.
  والنَوبة: واحدة النُوَبِ؛ تقول: جاءت نَوْبتُك ونِيابتك. وهم يتناوبون النوبةَ فيما بينهم، فى الماء وغيره.
  والنُوبَةُ بالضم: الاسم من قولك نَابَهُ أمرٌ وانتابه، أى أصابه.
  والنائبة، المصيبة، واحدة نوائبِ الدهرِ.
  والنوبُ والنُوبَةُ أيضاً: جِيلٌ من السودان، الواحد نُوبِىٌ.
  والنُوبُ أيضاً: النحل، وهو جمع نائب، مثل عائطٍ وعُوطٍ، وفارهٍ وفُرْهٍ؛ لأنها ترعى وتَنُوب إلى مكانها. قال الأصمعىّ: هو من النَوبة التى تَنُوبُ الناسَ لوقتٍ معروف. وقال أبو عبيد: سمِّيت نُوباً لأنَّها تَضرِب إلى السَواد. قال أبو ذُؤيب:
  إذا لَسَعَتْهُ الدَبْرُ لم يَرْجُ لَسْعَهَا ... وحَالَفَهَا فى بيتِ نُوبٍ عَوَامِلِ(٢)
  ابن السكيت: النَوْبُ بالفتح: القُرْبُ، خِلافُ البُعْدِ. قال أبو ذؤيب(١):
  أَرِقْتُ لذِكْرِهِ من غير نَوْبٍ ... كما يهتاجُ مَوْشِىٌّ قَشِيبُ(٢)
  ويقال: النَوْبُ ما كان منك مسيرةَ يومٍ وليلة؛ والقَرَبُ ما كان منك مسيرةَ ليلة؛ وأصله فى الوِرْدِ. قال لبيد:
  إحدى بَنى جعفرٍ كَلِفْتُ بها ... لم تُمْسِ مِنِّى نَوْباً ولا قَرَبَا(٣)
  والحُمَّى النائبة: التى تأتى كل يوم.
[نهب]
  النَهب: الغنيمة، والجمع النِهَابُ. والانتهاب: أن يأخذها مَنْ شاء. تقول: أَنْهَبَ الرجلُ مَالَهُ فانتهبوه ونَهَبُوهُ ونَاهَبُوهُ، كلُّ ذلك بمعنىً.
  والنُهْبَى: اسم ما أَنْهَبَ.
  والمناهبة: أن يتبارى الفَرسانِ فى حُضْرِهِمَا؛ وكذلك غير الفرس. وقال:
  * نَاهَبْتُهُمْ بِنَيْطَلٍ جَرُوفِ*
(١) أسامة بن الحارث.
(٢) فى اللسان: «عواسل» و «النحل» مكان الدبر.
(١) وقبله:
لقد لاق الطي بنجد عفر ... حديث لو عجبت له عجيب
(٢) يعنى بالموشى اليراعة، أى الزمارة من القصب المثقب.
ويروى: «نقيب» أى منقوب، يريد الثقب التى فيه.
والمعنى أنه حزن وبكى، شبه أنينه وتوجعه بصوت المزمار.
(٣) فى اللسان «لم تمس نوبا منى» والوزن مستقيم بكل من الروايتين.