الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

خلط

صفحة 1124 - الجزء 3

  وقولهم: «قَبَّحَ الله مِعْزًى خَيْرُهَا خُطَّةُ».

  قال الأصمعىُّ: خُطَّةُ: اسمُ عنزٍ، وكانت عنزَ سوءٍ.

  والخُطَّةُ أيضا: اسمٌ من الخَطِّ، كالنُقطة من النقطِ.

  وقولهم: ما خَطَّ غُبَارَه، أى ما شَقَّهُ.

  والخَطِيطَةُ: الأرضُ التى لم تُمْطَرْ بين أرضين ممطورتين؛ والجمع الخَطَائطُ. وأنشد أبو عبيدة⁣(⁣١):

  * على قِلَاصٍ تَخْتَطِي الخَطَائِطا⁣(⁣٢) *

  ومنه قول ابن عباس ¥، حين سئل عن رجلٍ جعل أمر امرأتهِ بيدها فطلّقته ثلاثاً: «خَطَّ الله نَوْأَها، أَلَّا طَلَّقَتْ نفسَها ثلاثاً». ويروى أيضا: «خَطَّأ اللهُ نَوْأَها» بالهمز، أى أَخْطَأَها المطرُ.

[خلط]

  خَلَطْتُ الشيءَ بغيره خَلْطاً⁣(⁣٣) فاخْتَلَطَ.

  وخَالَطَهُ مُخَالَطَةً وخِلَاطاً.

  واخْتَلَطَ فلانٌ، أى فسَد عقلُه.

  والتَّخلِيطُ فى الأمر: الإفسادُ فيه.

  وقولهم: وقَعوا فى الخُلَّيْطَى، مثال السُمَّيْهَى، أى اخْتَلَطَ عليهم أمرهم. والخَلِيطُ المُخَالِطُ، كالنديم المُنَادِم، والجليس المُجَالِس. وهو واحدٌ وجمعٌ. وقال:

  * إنَ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فانْصَرَمُوا⁣(⁣١) *

  وقد يجمع على خلَطَاءَ وخُلُطٍ. قال وَعْلَةُ الجَرْمِىُّ:

  سَائِلْ مُجَاوِرَ جَرْمٍ هلْ جَنَيْتُ لهم ... حَرْباً تُفَرِّقُ بين الجِيرَةِ الخُلُطِ

  وإنما كثُر ذلك فى أشعارهم لأنَّهم كانوا ينتجعون أيامَ الكلأِ فيجتمع منهم قبائلُ شتَّى فى مكانٍ واحد، فتقع بينهم ألفةٌ، فإذا افترقوا ورجعوا إلى أوطانهم ساءهم ذلك.

  وأمَّا الحديث: «لا خِلَاطَ ولا وِرَاطَ»، فيقال هو كقوله: «لا يُجمَع بين متفرِّق ولا يُفَرَّقُ بين مجتمعٍ خشيةَ الصدقةِ».

  قال أبو عبيدة: تنازع العجَّاجُ وحميدٌ الأرقطُ أرجوزتَين على الطاء فقال حميدٌ: الخِلَاطَ يا أبا الشعثاءِ! فقال العجاجُ: الفِجَاجُ أوسعُ من ذلك يا بان أخى. أى لا تَخْلِطْ أرجوزتى بأرجوزتك.

  والخُلْطَةُ، بالضم: الشِرْكةُ.

  والخِلْطَةُ، بالكسر: العِشْرَةُ.

  والخِلْطُ أيضا: واحدُ أَخلاطِ الطِيب.


(١) لهميان بن قحافة.

(٢) بعده:

يتبعن موار الملاط مائطا

(٣) خلط من باب ضرب.

(١) قال ابن برى: صوابه:

ان الخليط أجدوا البين فانجردوا ... وأخلفوك عدى الأمر الذي وعدوا