الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

لبب

صفحة 216 - الجزء 1

فصل اللام

[لبب]

  ابن السكيت: أَلَبَ بالمكان، أى أقام به ولزِمه. وقال الخليل: لَبَ لغة فيه. حكاها عنه أبو عبيد.

  قال الفراء: ومنه قولهم لَبَّيْكَ، أى أنا مقيم على طاعتك. ونصِب على المصدر كقولك حمداً لله وشكراً. وكان حقُّه أن يقال لَبًّا لك. وثُنِّىَ على معنى التأكيد، أى إلباباً بك بعد إلبابٍ، وإقامة بعد إقامة.

  قال الخليل: هو من قولهم دارُ فلان تَلُبُ دارِى أى تُحَاذيها، أى أنا مواجهك بما تحبُّ، إجابة لك. والياء للتثنية، وفيها دليل على النصب للمصدر.

  ونحن نذكر حُجَّتَه على يونسَ فى باب المعتل إن شاء الله تعالى.

  واللُّبُ: العقل، والجمع الألباب، وقد جمع على أَلُبٍ، كما جمع بؤس على أبؤس، ونُعْمٌ على أنعُمٍ. قال أبو طالب:

  * قلبى إليه مُشْرِفُ الأَلُبِ *

  وربما أظهروا التضعيف فى ضرورة الشعر، كما قال الكميت:

  إليكمْ ذَوِى آلِ النبىِّ تطلَّعَتْ ... نَوَازِعُ من قلبى ظِمَاءٌ وأَلْبُبُ

  ويقال بنات أَلْبُبٍ: عروقٌ فى القلب يكون منها الرِقَّة. وقيل لأعرابيةٍ تعاتب ابناً لها: ما لَكِ لا تَدْعِينَ عليه؟ قالت: «تَأْبَى له بَنَاتُ أَلْبُبِي».

  وقال المبرّد فى قول الشاعر:

  * قد عَلِمَتْ منه بناتُ أَلْبَبِهْ *

  يريد بَنَاتِ أَعْقَلِ هذا الحىّ.

  فإن جمعتَ أَلبُبَا قلت أَلابِبُ، والتصغير أُلَيْبِبٌ، وهو أولى من قول من أعَلَّها⁣(⁣١).

  واللَّبيب: العاقل، والجمع أَلِبَّاءُ. وقد لَبِبْتَ يا رجل بالكسر تَلَبُ لَبَابَةً، أى صرت ذا لُبٍّ.

  وحكى يونس بن حبيب: لَبُبْتَ بالضم، وهو نادرٌ لا نظير له فى المضاعف.

  ولُبُ النخل: قَلبها. وخالص كلِّ شيء لُبُّهُ.

  ولُبُ الجَوْزِ واللوز ونحوِهما: ما فى جوفه؛ والجمع اللُّبوب.

  تقول منه: أَلَبَ الزرعُ، مثل أحبَّ، إذا دخل فيه الأُكْلُ. ولَبَّبَ الحَبُ تلبيباً، أى صار له لُبٌ.

  واللَّبيبة: ثوبٌ كالبَقِيرة.

  ولَبَّبْتُ الرجلَ تلبيباً، إذا جمعتَ ثيابه عند صدره ونَحرِه فى الخصومة ثم جررتَه.

  والحَسَبُ اللُّبَابُ: الخالص؛ ومنه سُمِّيَت المرأة لُبَابَةَ.


(١) أى بإدغام الباء فى مثلها.