الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أرط

صفحة 1114 - الجزء 3

بابُ الطّاءِ

فصل الألف

[أبط]

  الإِبِطُ: ما تحت الجَناح، يذكَّر ويؤنّث، والجمع آبَاطٌ.

  وحكى الفراء عن بعض الأعراب: فرفع السوطَ حتَّى بَرَقَتْ إبْطُهُ.

  وتَأَبَّطَ الشيءَ، أى جعلَه تحت إبْطِهِ.

  والتَّأَبُّطُ: الاضطباعُ، وهو أن يُدخل رداءَه تحت يده اليمنى ثم يلقيَه على عاتقه الأيسر. وكان أبو هريرة ¥ رِدْيَتُهُ التَّأَبُّطُ.

  والإبْطُ من الرمل: مُنْقَطَعُ معظمُه.

  واسْتَأْبَطَ فلان، إذا حفر حُفرةً ضيّق رأسها ووسَّع أسفلَها. قال الراجز:

  * يَحْفِرُ نامُوساً له مُسْتَأْبِطَا*

  وكان ثابت بن جابرٍ الفهمىُّ يسمَّى تَأَبَّطَ شرًّا، لأنَّهم زعموا أنَّه كان لا يفارقه السيف.

  تقول: جاءني تَأَبَّطَ شرًّا، ومررت بتَأَبَّطَ شرًّا، تدعُه على لفظه، لأنّك لم تنقله من فعلٍ إلى اسمٍ، وإنما سَمَّيْتَ بالفعل مع الفاعل جميعا رجلاً، فوجب أن تحكيه ولا تغيِّره. وكذلك كلُّ جملة يسمَّى بها، مثل بَرَقَ نَحْرُهُ، وذَرَّى حَبًّا. فإن أردت أن تثنِّى أو تجمع قلت: جاءنى ذَوَا تَأَبَّطَ شَرًّا، وذَوُو تَأَبَّطَ شرًّا. وتقول: كلاهما وكلُّهم ونحو ذلك.

  والنسبةُ إليه تَأَبَّطِيٌ، تنسب إلى الصدر، ولا يجوز تصغيره ولا ترخيمه. وقول الهذلىِ⁣(⁣١):

  شَرِبْتُ بِجَمِّهِ وصَدَرْتُ عنه ... وأَبْيَضُ صارمٌ ذَكَرٌ إبَاطِي⁣(⁣٢)

  أى تحت إبْطِي.

[أرط]

  الأَرْطَى: شجرٌ من شجر الرمل. وهو فَعْلَى، لأنَّك تقول أَدِيم مَأْرُوطٌ، إذا دُبِغَ بذلك.

  وأَلِفُهُ للإلحاق لا للتأنيث، لأن واحدته أَرْطَاةٌ.

  قال الراجز⁣(⁣٣):

  * مَالَ إلى أَرْطَاةِ حِقْفٍ فَاضطَجَعْ*


(١) هو المتنخل.

(٢) قوله إباطى أصله إبَاطِىٌّ فخفف ياء النسب، وعلى هذا يكون صفة لصارم، وهو منسوب إلى الإبط.

(٣) وقبله:

يا رب أباز من العفر صدع ... تقبض الذئب إليه واجتمع

لما رأى أن لادعه ولا شبع