الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

ركد

صفحة 477 - الجزء 2

  قال الشاعر ذو الرمَّة، يصف كِرْكِرَةَ البعير⁣(⁣١) أو مَنْسِمَه:

  تَفُضُّ الحَصَى عن مُجْمَرات وقِيعَةٍ ... كَأَرحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ⁣(⁣٢)

[ركد]

  رَكَدَ الماء رُكوداً: سَكَنَ. وكذلك الريحُ والسَّفينَةُ. والشمس، إذا قامَ قائم الظَهِيرةِ.

  وكلُّ ثابتٍ فى مكانٍ فهو راكِدٌ.

  ورَكَدَ الميزان: استَوَى. ورَكَدَ القوم: هدءوا.

  والمَرَاكِدُ: الموَاضع التى يَرْكُدُ فيها الإنسانُ وغيره. وقال الشاعر⁣(⁣٣) يصف حماراً طَردتْه الخيل فلجأ إلى الجبال فى شعابها وهو يُرَى السَّماءَ طَرائِقَ:

  أرَتْهُ مِنَ الجَرْباءِ فى كُلِّ مَنْزِلٍ ... طِباباً فَمَرْعاهُ النَهارَ المَراكِدُ⁣(⁣٤)

  وجَفْنَةٌ رَكُودٌ، أى مملوءة.

[رمد]

  الرَّماد: معروف، والرِمدِداء، بالكسر والمدّ، مثله، وكذلك الأَرمِداء مثال الأَربِعاء.

  ويقال: رَماد رِمْدِدٌ، أى هالِك، جعلوه صفة.

  قال الكميت:

  * رَمَاداً أَطَارَتْهُ السَّوَاهِكُ رِمْدِدا*

  والأَرْمَد: الذى على لون الرماد، وهو غُبْرَةٌ فيها كُدْرَةٌ. ومنه قيل للنعامة رَمْداء، وللبعوض رُمْدٌ. قال أبو وَجْزَةَ وذكر صائدا:

  تَبِيتُ جَارَتَهُ الأَفْعَى وسَامِرُهُ ... رُمْدٌ به عَاذِرٌ مِنْهُنَّ كالجرَبِ

  وأَرْمَدَ الرَّجُل إرْمَادًا: افْتَقَر.

  والتَّرمِيدُ: جَعْلُ الشئِ فى الرَّمادِ. وفى المثل «شَوَى أَخُوكَ حتَّى إذا أَنْضَجَ رَمَّدَ⁣(⁣١)».

  والمُرَمَّدُ من الشِواءِ: الذى يُمَلُّ فى الجَمْر.

  والتَّرْمِيدُ: الإضْرَاعُ. يقال: «رَمَّدَتِ الضَأْنُ فرَبِّقْ رَبِّقْ»، أى هَيِّئِ الأَرْباقَ، لأنّها إنما تُضْرِع على رأس الولد.

  وأَرْمَدَتِ الناقُة: أَضْرَعتْ. وكذلك البَقرة والشاة.

  والرَّمْدُ والرَّمَادَةُ: الهلاك. قال ابن السكِّيت: يقال قَدْ رَمَدْنَا القَوْمَ نَرْمُدُهُمْ ونَرْمِدُهم رَمْداً، أى أتَينا عليهم.

  ورَمَدَتِ الغنم تَرْمِدُ رَمْداً: هَلَكَتْ من بَرْدٍ أو صَقِيع. قال أبو وَجْزَةَ:


(١) قال ابن برى: وصف مناسم الإبل لا كركرة البعير.

(٢) تفض: تفرق الحصى عن مناسمها. والمجمرات: المجتمعات الشديدات. وزلمتها المناقر: أخذت من حافاتها.

(٣) أسامة بن حبيب الهذلى.

(٤) فى اللسان: «مَوْطِنٍ»، «فمَثْواهُ».

(١) يضرب مثلا للرجل يعود بالفساد على ما كان أصلحه.