أنا
  * أَيْمَا إلى جَنَّةٍ أَيْمَا إلى نَارِ(١) *
  وقد تكسر.
  و (أَمَا) مُخَفَّفٌ تحقيقٌ للكلام الذى يتلوه، تقول: أَمَا إنَّ زيداً عاقلٌ، تعنى أنَّه عاقل على الحقيقة لا على المجاز. وتقول: أَمَا والله قد ضرب زيدٌ عَمْراً.
[أنا]
  أَنَى الشئ يَأْنِي إنًى، أى حَانَ. وأَنَى أيضاً: أدرك. قال الله تعالى: {غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ} أى نُضْجَه.
  ويقال أيضاً: أَنَى الحميمُ، أى انتهى حَرُّهُ.
  ومنه قوله تعالى: {وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} أى بالغٍ إنَاهُ فى شدَّة الحَرّ. وكلُّ مدركٍ آنٍ.
  وآنَاهُ يُؤْنِيِه إينَاءً، أى أَخَّرَهُ وحَبَسَهُ وأبطأه. قال الكميت:
  ومَرْضُوفَةٍ لم تُؤْنِ فى الطبخ طاهياً ... عَجِلْت إلى مُحْوَرِّها حين غَرْغَرا
  والاسم منه الأَنَاءُ على فَعَال بالفتح. قال الخطيئة:
  وأَخَّرْتُ العَشَاءَ إلى سُهَيْلٍ ... أو الشِعْرَى فَطَالَ بِىَ الأَنَاءُ(٢)
  وآنَاءُ الليلِ: ساعاتُه. قال الأخفش: واحدُها إنًى، مثال مِعًى. قال: وقال بعضهم: واحدها إنْىٌ وإنْوٌ. يقال: مضى إنْيَانِ من الليل وإنْوَانِ.
  وأنشدَ للهذلىّ(٣):
  السَالِكُ الثَغْرَ مَخشِياً مَوارِدُهُ ... فى كلِ إنْىٍ قَضاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ
  وقال أبو عبيدة: واحدها إنْىٌ مثل حِسْىٍ(٤)، والجمع آنَاءٌ مثل أَحْسَاءِ. وأنشد للهذلىّ:
  حُلْوٌ ومرٌّ كعَطْفِ القِدْحِ مِرَّتُهُ ... فى كلِ إنْىٍ قَضَاهُ الليلُ يَنْتَعِلُ(٥)
  وتَأَنَّى فى الأمر، أى تَرَفَّقَ وتَنَظَّرَ.
  واسْتَأْنَى به، أى انتظر به. يقال: اسْتُؤْنِيَ به حَوْلاً. والاسم الأَنَاةُ مثل الفناة. يقال: تَأَنَّيْتُكَ حتَّى لا أَنَاةَ بى.
  والأَنَاةُ من النساء: التى فيها فتورٌ عند القيام وتَأَنٍ. قال الشاعر(٦):
(١) صدره:
يا لهما أمنا شالت نعامتها
(٢) ويروى: «وآنَيْتُ»، أى انتظرت.
(٣) هو المتنخل.
(٤) فى المخطوطات: «حِنْى».
(٥) يروى: «حَدَاهُ الليل».
(٦) هو أبو حَيَّةَ النميرىّ.