الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

مزع

صفحة 1284 - الجزء 3

  أكل الجَمِيمَ وَطَاوَعَتْهُ سَمْحَجٌ ... مثلُ القَنَاةِ وَأَزْلَعَتْهُ⁣(⁣١) الأَمْرُعُ

  وقد مَرُعَ الوادى بالضم، وأَمْرَعَ، أى أَكْلَأَ، فهو مُمْرِعٌ. وأَمْرَعْتُهُ، أى أصبتُه مَرِيعاً، فهو مُمْرَعٌ. وفى المثل: «أَمْرَعْتَ فانْزِلْ».

  ويقال: القومُ مُمْرِعُونَ، إذا كانت مواشيهم فى خِصْبٍ.

  وأَرضٌ أُمْرُوعَةٌ، أى خَصِبْة.

  وأَمْرَعَ رأسَه بدهنٍ، أى أكثر منه وأوسَعَه.

  قال رؤبة:

  كغُصْنِ بَانٍ عُودُهُ سَرَعْرَعُ ... كأنَّ وَرْداً من دِهَانٍ يُمْرَعُ⁣(⁣٢)

  يقول: كأنَّ لونه يُعْلَى بالدُهن لصفائه.

  والمُرَعَةُ، مثال الهُمَزَةِ: طائرٌ شبيه بالدُرَّاجَةِ، عن ابن السكيت. والجمع مُرَعٌ.

[مزع]

  يقال: مرَّ الظبىُ يَمْزَعُ، أى يُسرع.

  وكذلك الفرس.

  والتَّمْزِيعُ: التفريقُ. والمرأةُ تُمَزِّعُ القطنَ بيديها، إذا زَبَّدَتْهُ كأنَّها تقطِّعه ثم تؤلِّفه فتجوّده بذلك.

  وفلانٌ يَتَمَزَّعُ من الغيظ، أى يتقطَّع. وفى الحديث: «أنَّه غضِب غضباً شديداً حتّى تَخيَّل إلىَ⁣(⁣١) أن أنفه يَتَمَزَّعُ». قال أبو عبيد: ليس يَتَمَزَّعُ بشيءٍ، ولكنى أحسبه «يَتَرَمَّعُ»، وهو أن تراه كأنَّه يُرْعَدُ من الغضب. ولم يُنكِر أبو عبيد أن يكون التَّمَزُّعُ بمعنى التقطُّع، وإنَّما استبعد المعنى.

  والمُزْعَةُ بالضم: قطعةُ لحم. يقال: ما عليه مُزْعَةُ لحمٍ. وما فى الإناء مُزْعَةٌ من الماء، أى جُرعةٌ.

  والمِزْعَةُ بالكسر من الريش والقطن، مثل المِزْقَةِ من الخِرَقِ. ومنه قول الشاعر يصف ظليما:

  * مِزَعٌ يُطَيِّرُهُ أَزَفُّ خَذُومُ*

  أى سريع.

[مسع]

  الأصمعى: يقال لريح الشمال مِسْعٌ ونِسْعٌ.

  قال المتنخل الهذلى⁣(⁣٢):

  قد حَالَ بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ ... نِسْعٌ لها بِعِضَاهِ الأرضِ تَهْزِيزُ⁣(⁣٣)


(١) فى اللسان «وأَعلته».

(٢) بعده:

لوني ولو هبث عقيم تسفع

(١) فى اللسان: «حتى تخيل لى».

(٢) قال ابن برى: هو لأبى ذؤيب.

(٣) دَرِيسَيْهِ: خَلَقَيْهِ. والعِضَاه: كل شجر له شوك، الواحدة عِضَةٌ.