الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

لحد

صفحة 534 - الجزء 2

  ولَبَّدَ النَدَى الأرضَ.

  والتَلْبِيدُ أيضاً: أن يجعل المُحْرِمُ فى رأسه شيئاً من صمغٍ ليَتَلَبَّدَ شعره بُقْيَا عليه، لئلا يَشْعَثَ فى الإحرام.

  وقوله تعالى: {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً} لُبَداً، أى جمًّا.

  ويقال أيضاً: الناسُ لُبَدٌ، أى مجتمعون.

  واللُبَدُ أيضاً: الذى لا يُسافر ولا يَبرح. قال الشاعر الراعى:

  من امْرِئٍ ذى سَمَاحٍ لا تَزَالُ له ... بَزْلَاءُ يَعْيَا بِها الجَثَّامَةُ اللُبَدُ⁣(⁣١)

  ويروى «اللَبِدُ». قال أبو عبيدة: وهو أشبه.

  ولُبَدٌ: آخرُ نُسُورِ لقمان، وهو ينصرف لأنَّه ليس بمعدول. وتزعم العرب أنَّ لقمان هو الذى بعثته عادٌ فى وفدها إلى الحرم ليستسقى لها، فلما أُهْلِكُوا خيِّر لقمانُ بين بقاءِ سَبْعِ بَعَرَاتٍ سُمْرٍ، من أَظْبٍ⁣(⁣٢) عُفْرٍ، فى جبلٍ وَعْرٍ، لا يمسُّها القَطْرُ، أو بقاءِ سبعةِ أَنْسُرٍ كلما هلك نَسْرٌ، خلف بعده نَسْرٌ. فاختار النسورَ، فكان آخر نسوره يسمى لُبَداً. وقد ذكرته الشعراء. قال النابغة:

  أَضْحَتْ خَلَاءً وأَضْحَى أَهْلُها احْتَملُوا ... أَخْنَى عليها الذى أَخْنَى على لُبَدِ

  واللَبِيدُ: الجوالق الصغير.

  ولَبِيدٌ: اسمُ شاعرٍ من بنى عامر.

[لحد]

  أَلْحَدَ فى دين الله، أى حاد عنه وعَدَلَ.

  وَلَحَدَ، لغةٌ فيه. وقرئَ: لِسانُ الذى يَلْحَدُونَ إليه. والْتَحَدَ مثله.

  وأَلْحَدَ الرجل، أى ظَلَم فى الحرم. وأصله من قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ}، أى إلحاداً بظُلْمِ؛ والباء فيه زائدة. قال حُمَيْدُ ابن ثور⁣(⁣١):

  قَدْنِىَ من نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدِى ... لَيْسَ الإمَامُ بالشَحِيحِ المُلْحِدِ⁣(⁣٢)

  أى الجائر بمكة.

  واللَحْدُ بالتسكين: الشقّ فى جانب القبر،


(١) ويروى:

من أثر بدوات لا تزال له

(٢) جمع ظبى.

(١) صوابه: حميد بن مالك بن ربعى. راجع السمط ص ٦٤٩.

(٢) الرجز:

قلت لعنسي وهي عجلي تعتدي ... لانوم حتى تحسري وتلهدي

أو تردي حوض ابي محمد ... ليس الأمام بالشحيح الملجد

ليس الإمام بالشحيح االمحد ... ولا بوثر بالحجاز مقرد

إنن ير يوما بالفضاء يصطد ... أو ينجحر فالجحر شر محكد

المحكد: الأصل. والوبر: دويبة أصغر من السنور طحلاء اللون حسنة العينين لا ذنب لها، تدجن فى البيوت.

والمقرد: اللاصق بالأرض من فزع أو ذل.