الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

متى

صفحة 2556 - الجزء 6

  يعنى إنْ تَرَى رأسى.

  وتدخل بعدها النون الخفيفة والثقيلة، كقولك إمَّا تقومنَّ أَقُمْ. ولو حذفتَ ما لم تقلْ إلّا: إن تقمْ أَقُمْ، ولم تنوِّنْ.

  وتكون إمَّا فى معنى المجازاة، لأنَّه إنْ قد زِيدَ عليها مَا.

  وكذا مَهْمَا فيها معنى الجزاء.

[متى]

  مَتَى: ظرف غير متمكن، وهو سؤالٌ عن مكان⁣(⁣١)، ويجازَى به.

  الأصمعى: مَتَى فى لغة هذيل قد تكون بمعنى مِنْ. وأنشد لأبى ذؤيب:

  شَربْنَ بماء البحر ثم تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ

  أى من لجَج. وقد تكون بمعنى وَسْطٍ.

  وسمع أبو عبيد⁣(⁣٢) بعضهم يقول: وَضَعْتُهُ مَتَى كُمِّى، أى وَسْطَ كُمِّى.

[وا]

  وَا: حرفُ الندبةِ، تقول: وَا زَيْدَاه. ويقال أيضاً: يَا زَيْدَاه.

  (الواو)

  وو (الواو) من حروف العطف تجمع الشيئين ولا تدل على الترتيب، وتدخل عليها ألف الاستفهام كقوله تعالى: {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ}، كما تقول: أفعجبتم.

  وقد تكون بمعنى مَعَ، لما بينهما من المناسبة؛ لأن مَعَ للمصاحبة، كقول النبىّ ÷: «بُعِثْتُ والساعةُ كَهَاتَيْنِ» وأشار إلى السبَّابة والوُسطى، أى مع الساعة.

  وقد تكون الواو للحال كقولهم: قمتُ وأَصُكُّ وجهه، أى قمت صَاكاًّ وجهه، وكقولك: قمت والناس قُعُودٌ.

  وقد يُقْسَمُ بها، تقول: والله لقد كان كذا.

  وهو بدلٌ من الباء، وإنما أُبْدِلَ منه لقُربه منه فى المخرج، إذْ كان من حروف الشَفَة. ولا يتجاوز الأسماءَ المظهرة، نحو: واللهِ، وحَيَاتِك، وأبيك.

  وقد تكون الواو ضمير جماعة المذكّر فى قولك: فعلوا ويفعلون وافعلوا.

  وقد تكون الواو زائدةً. قال الأصمعىّ: قلت لأبى عمرٍو: قولهم رَبَّنَا ولك الحمد؟ فقال: يقول الرجل للرجل: بِعْنى هذا الثوبَ، فيقول: وهو لَكَ، وأظنه أراد: هو لَكَ. وأنشد الأخفش:

  فإذا وذلك يا كُبَيْشَة لم يكن ... إلا كلَمَّةِ حَالِمٍ بخيالِ


(١) فى المطبوعة فى العجم واللسان: «عن زمان».

(٢) فى المخطوطة: «أبو زيد».