الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

عنا

صفحة 2440 - الجزء 6

  قلبه؛ لأنّ ذلك ينسب إليه الكثيرُ الضلال. ولا يقال فى عَمَى العيون ما أَعْمَاهُ، لأنَّ ما لا يُتَزَيَّدُ لا يُتَعَجَّبُ منه.

[عنا]

  عَنَا يَعْنُو: خضَع وذلّ. وأَعْنَاهُ غيره. ومنه قوله تعالى: {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}.

  ويقال أيضاً: عَنَا فيهم فلانٌ أسيراً، أى أقام فيهم على إسارِه واحتُبِس.

  وعَنَّاهُ غيره تَعْنِيَةً: حبسَه وأسره.

  والعانِى: الأسير؛ وقومٌ عُنَاةٌ ونسوةٌ عَوَانٍ.

  وعَنَتْ به أمورٌ: نزلتْ.

  وعَنَوْتُ الشئ: أخرجتُه وأظهرته.

  قال ابن السكيت: عَنَتِ الأرض بالنبات تَعْنُو عُنُوًّا، وتَعْنِى أيضا عن الكسائى، إذا ظهر نبتها. يقال: لم تَعْنُ بلادنا بشئٍ ولم تَعْنِ، إذا لم تنبت شيئا. قال ذو الرمة:

  ولم يَبْقَ بالخَلْصَاءِ مِمَّا عَنَتْ به ... من الرُطْبِ إلَّا يُبْسُهَا وهجِيرُها

  وما أَعْنَتِ الأرض شيئا، أى ما أنبتتْ.

  وقال عدىّ بن زيد:

  ويَأْكُلْنَ ما أَعْنَى الوَلِىُّ فلم يَلِتْ ... كَأَنَّ بَحافَاتِ النِهَاءِ المَزارعا

  قوله: «فلم يَلِتْ»، أى ينقض منه شيئا.

  وعَنَيْتُ بالقول كذا⁣(⁣١)، أى أردتُ وقصدت.

  ومعنى الكلام ومَعْنَاتُهُ واحد، تقول: عرفتُ ذلك فى مَعْنًى كلامه وفى مَعْنَاة كلامه، وفى مَعْنِىِ كلامه، أى فحواه.

  والْعَنِيَّةُ على فَعِيلَةٍ: بول البعير يُعْقَد فى الشمس يُطلَى به الأجرب، عن أبى عمرو. وفى المثل: «العَنِيَّةُ تشفى الجرب».

  ويقال: عَنَّيْتُ البعير تَعْنِيَةً، إذا طليتَه بها.

  وعَنِىَ الإنسان بالكسر عَنَاءً، أى تِعب ونصب. وعَنَّيْتُهُ أنا تَعْنِيَةً، وتَعَنَّيْتُهُ أيضا فَتَعَنَّى.

  وعُنِيتُ بحاجتك أُعْنَى بها عِنَايَةً، وأنا بها مَعْنِىٌ على مفعولٍ. وإذا أمرتَ منه قلت: لِتُعْنَ بحاجتى. وفى الحديث: «مِن حُسن إسلامِ المرء تركُه ما لا يَعْنِيهِ»، أى ما لا يهمُّه.

  والدم العانِى هو السائل.

  والأَعْنَاءُ: الجوانب والنواحى، واحدها عِنْوٌ بالكسر. وقال ابن الأعرابىّ: واحدها عَناً مقصوراً. قال ابن مُقْبل:

  لا تُحْرِزُ المرءَ أَعْنَاءُ البلادِ ولا ... تُبْنَى له فى السموات السَلالِيمُ

  ويروى: «أَحْجَاءُ».


(١) أَعْنِى عِنَابَةً.