الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

سمر

صفحة 688 - الجزء 2

  وليلةٌ سَاكِرَةٌ، أى ساكنةٌ. قال أوس ابن حجر:

  تُزَادُ لَيَالِىَّ فى طُولِها ... ولَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا سَاكِرَهْ

  وسَكَّرَهُ تَسْكِيراً: خَنَقَه.

  والبعيرُ يُسَكِّرُ آخر بذراعه حتى يكاد يقتلُه.

  والمُسَكَّرُ: المخمورُ. قال الشاعر الفرزدق:

  أَبَا حَاضِرٍ مِنْ يَزْنِ يُعْرَفْ زناؤُهُ ... ومَنْ يَشْربِ الخُرْطُومَ يُصْبِحْ مُسَكَّرا

  وقوله تعالى: {سُكِّرَتْ أَبْصارُنا}، أى حُبِسَتْ عن النظَر وحُيِّرَتْ.

  وقال أبو عمرو بن العلاء: معناها غُطِّيَتْ وغُشَّيَتْ. وقرأها الحَسنُ مخفَّفةً. وفسرها سُحِرَتْ.

  والسُّكَّرُ فارسىُّ معرَّبٌ، الواحدة سُكَّرَةٌ.

[سمر]

  السَّمَرُ: المُسَامَرَةُ، وهو الحديث بالليل.

  وقد سَمَرَ يَسْمُرُ، فهو سَامِرٌ.

  والسَّامِرُ أيضاً: السُّمَّارُ، وهم القوم يَسْمُرُونَ كما يقال للحُجَّاجِ حَاجُّ. وقول الشاعر:

  * وسَامِر طَالَ فيه اللهْوُ والسَمَرُ*

  كأنَّه سمى المكان الذى يُجتمعُ فيه للسَّمَرِ بذلك.

  وابْنَا سَمِيرٍ: اللَيلُ والنهارُ، لأنه يُسْمَرُ فيهما.

  يقال: لا أفعله ما سَمَرَ ابْنَا سَمِيرٍ، أى أبدا.

  ويقال: السَّمِيرُ الدهرُ. وابْنَاهُ: الليلُ والنهارُ.

  ولا أفعله السَّمَرَ والقَمَرَ، أى ما دامَ الناس يَسْمُرُونَ فى ليلةٍ قمراء. ولا أفعلُه سَمِيرَ الليالى.

  قال الشَنْفَرى:

  هُنَالِكَ لا أَرْجُو حَيَاةً تَسُرُّنِى ... سَمِيرَ الليالِى مُبْسَلاً بالجَرَائِرِ

  والسَّمَارُ بالفتح: اللبن الرقيق.

  وتَسْمِيرُ اللبن: ترقيقه بالماء. وأما قول الشاعر⁣(⁣١):

  لَئِنْ وَرَدَ السَّمَارَ لَنَقْتُلَنْهُ ... فلا وأبيكِ ما وَرَدَ السَّمَارَا⁣(⁣٢)

  فهو اسم موضع.

  والتَّسْمِيرُ كالتَشْمِيرِ. وفى حديث عمر ¥ أنَّه قال: «ما يُقِرُّ رجلٌ أنَّه كان يَطَأُ جاريته إلَّا ألحقْتُ به ولدَها، فمن شاء فليمسكْها ومن شاء فليسمِّرها»، قال الأصمعىّ: أراد التشمير بالشين فحوَّله إلى السين، وهو الإرسالُ.

  والسُّمْرَةُ: لونُ الأَسْمَرِ. تقول: سَمُرَ، بالضم.

  وسَمِرَ أيضاً بالكسر.

  واسْمَارَّ يَسْمَارُّ اسْمِيرَاراً مثله، حكاها الفرّاء.

  والسَّمْرَاءُ: الحنطةُ.


(١) عمرو بن أحمر الباهلى.

(٢) وبعده:

أخاف بواتقا نسرى الينا ... من الأشياع سرا او جهرا