الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

صحب

صفحة 161 - الجزء 1

  والصَّبابةُ: رِقَّةُ الشوقِ وحرارته. يقال رجل صبٌ: عاشقٌ مشتاقٌ؛ وقد صَبِبْتَ يا رجلُ بالكسر. قال الشاعر⁣(⁣١):

  ولَسْتَ تَصَبُ إلى الظَاعِنِينَ ... إذا ما صَدِيقُكَ لم يَصْبَبِ

  والصُّبَابَةُ بالضم: البقية من الماء فى الإناء.

  وتَصَابَبْتُ الماءَ، إذا شَرِبْتَ صُبَابَتَهُ.

  والصُّبَّةُ بالضم: القطعة من الخيلِ، والصِرْمَةُ من الإبل. قال أبو زيد: الصُّبَّةُ من المَعْزِ: ما بين العشرة إلى الأربعين. والصُّبَّةُ أيضاً من الماء مثل الصُّبَابَةِ. ومَضَتْ صُبَّةٌ من الليل، أى طائفة، وفي الحديث: «لتعودُنَّ فيها أَسَاوِدَ صُبّاً يَضرِبُ بعضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» ذكر الزُهرى أنه من الصَّبِ، وقال: الحَيَّةُ السوداءُ إذا أرادتْ أن تنهش ارتفعتْ ثم صَبَّتْ⁣(⁣٢).

  والصَّبِيبُ: ماءُ ورقِ السِمْسِمِ. قال أبو عبيد: يقال إنه ماءُ ورقِ السِمسمِ أو غيره من نباتِ الأرضِ، وقد وُصِفَ لى بمصر، ولونُ مائِهِ أحمرُ يعلوه سوادٌ. ومنه قول عَلقمة بن عَبَدة:

  فأَوْرَدَهَا⁣(⁣٣) ماءً كأنَّ جِمَامَهُ ... مِنَ الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً وصَبِيبُ

  ويقال: هو عُصَارَةُ ورقِ الحِنَّاءِ. والصبيبُ: الدمُ. والصَّبيبُ: العُصْفُرُ المُخلَصُ.

  والصَّبَبُ: ما انحدر من الأرض، وجمعه أَصْبَابٌ.

  وتَصَبْصَبَ الشيءُ: امَّحَقَ وذهب. قال الراجز:

  * إذَا الأَدَاوَى مَاؤُهَا تَصَبْصَبَا*

  وخِمْسٌ صَبْصَابٌ، مِثْلُ بَصْبَاص.

[صحب]

  صَحِبَهُ يَصْحَبُهُ صُحْبَةً بالضم، وصَحَابَةً بالفتح.

  وجمع الصَّاحبِ صَحْبٌ مثل راكبِ ورَكْبٍ، وصُحْبَةٌ بالضم مثال فَارِةٍ وفُرْهَةٍ، وصِحَابٍ مثل جائعٍ وجياعٍ. قال الشاعر امرؤ القيس:

  * وقال صِحَابِي قد شَأَوْنَكَ فاطْلُبِ⁣(⁣١) *

  وصُحْبَانٌ مثال شابٍّ وشبانٍ. والأصحاب: جمع صَحْبٍ، مثل فرخٍ وأفراخٍ.

  والصَّحَابةُ بالفتح: الأصحابُ، وهى فى الأصل مصدرٌ. وجمع الأصحابِ أصاحيبُ.

  وقولهم فى النداء يا صاحِ، معناه يا صاحبي.

  ولا يجوز ترخيم المضاف إلا في هذا وحدَه، سُمِعَ من العرب مرخَّماً.

  وأَصْحَبْتُهُ الشيءَ: جعلته له صاحباً.


(١) الكميت.

(٢) قال الأزهرى: قوله أساود صبا، جمع صبوب وصبب.

(٣) فى ديوانه واللسان: «فأوردتها».

(١) صدره:

فكان تنادينا وعقد عذاره