نبا
  فإنَّكَ كالليل الذى هو مُدْرِكِى ... وإنْ خِلتُ أنّ المُنْتَأَى عنكَ واسعُ
  والنُؤْيُ(١): حَفِيرة حول الخباء لئلَّا يدخله ماءُ المطر، والجمع نُئِيٌ على فُعُولٍ، ونِئِيٌ تتبع الكسرة الكسرة، وأَنْآءٌ، ثم يقدّمون الهمزة فيقولون آنَاءٌ على القلب مثل أبآرٍ وآبَارٍ. تقول منه: نَأَيْتُ نُؤْياً. وأنشد الخليل:
  إذا ما التقَينا سالَ من عَبَراتنا ... شآبيبُ يُنْأى سيلُها بالأصابعِ
  وكذلك انْتَأَيْتُ نُؤْياً. والمُنْتَأَى مثلُه.
  قال ذو الرمة:
  ذَكَرْتَ فاهتاجَ السَقَامُ المُضْمَرُ ... مَيًّا وشَاقَتْكَ الرسومُ الدُثَّرُ
  آرِيُّهَا والمُنْتَأَى المُدَعْثَرُ
  والنُّؤَى بفتح الهمزة: لغة فى النُّؤْىِ. قال:
  ومُوقَدُ فِتْيَةٍ ونُؤَى رمادٍ ... وأشذابُ الخيامِ وقد بَلِينَا
  تقول إذا أمرت منه: نَ نُؤْيَكَ، أى أَصْلِحْهُ. فإذا وقفت عليه قلت: نَهْ، مثل رَزَيْدًا فإذا وقفت عليه قلت: رَهْ.
[نبا]
  نَبَا الشئ عنِّى يَنْبُو، أى تجافَى وتباعد.
  وأَنْبَيْتُهُ أنا، أى دفعته عن نفسى. وفى المثل: «الصِدق يُنْبِى عنك لا الوعيد» أى إن الصدقَ يدفع عنك الغائلة فى الحرب دونَ التهديد. قال أبو عبيدة: هو يُنْبِى غير مهموز. قال ساعدة ابن جُؤيّة:
  صَبَّ اللَهِيفُ لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ ... تُنْبِى العُقَابَ كما يُلَطُّ المِجْنَبُ
  ويقال أصله الهمز من الْإِنْبَاء، أى إن الفعل يخبر عن حقيقتك لا القول.
  ونَبَا السيفُ، إذا لم يعمل فى الضريبة. ونَبَا بصرى عن الشئ. ونَبَا بفلانٍ منزلُه، إذا لم يوافقه. وكذلك فِراشُه.
  والنَّابِيَةُ: القوس التى نَبَتْ عن وترها، أى تجافَتْ.
  والنَّبْوَةُ والنَّبَاوَةُ: ما ارتفع من الأرض.
  فإنْ جعلت النَبِىَ مأخوذا منه، أى أنه شُرِّفَ على سائر الخلق فأصلُه غير الهمز، وهو فَعِيلٌ بمعنى مفعول، وتصغيره نُبَىٌ، والجمع أَنْبِيَاءُ.
  وأمّا قول أوس بن حَجَر يرثى فَضَالة بن كَلَدة الأسدىّ:
  عَلَى السَيِّدِ الصَعْبِ لَوْ أنَّه ... يقوم على ذِرْوَةِ الصاقِبِ
(١) فى القاموس: والنَأْىُ، والنُؤْىُ، والنُؤَى كهُدًى: الحفير حول الخباء أو الخيمة، يمنع السيل.