الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

محق

صفحة 1553 - الجزء 4

  يعنى الغيظ والبكاء ممَّا يلزمكم من الصدقة. ويقال أراد به الغدرَ والنَكث.

  ومُؤْقُ العين: طرفُها ممّا يلى الأنف.

  واللِحاظُ: طَرَفُها الذى يلى الأذُن؛ والجمع آمَاقٌ، وأَمْآقٌ، أيضاً مثل آبارٍ وأبآرٍ.

  ومَأْقِى العينِ: لغةٌ فى مُؤْقِ العين، وهو فَعْلِى وليس بمَفْعِلٍ، لأنَّ الميم من نفس الكلمة، وإنَّما زيد فى آخره الياء للإلحاق، فلم يجدوا له نظيراً يلحقونه به، لأن فَعْلِى بكسر اللام نادرٌ لا أختَ لها، فأُلْحِقَ بمَفْعِلٍ، فلهذا جمعوه على مَآقٍ على التوهُّم.

  وقال ابن السكيت: ليس فى ذوات الأربعة مَفْعِلٌ بكسر العين إلّا حرفان: مَأْقِى العين، ومأوِى الإبل - قال الفراء: سمعتهما - والكلام كلُّه مَفْعَلٌ بالفتح، نحو رميته مَرْمًى، ودعوته مَدْعىً، وغزوته مَغْزًى. وظاهر هذا القول إن لم يُتَأَوَّل على ما ذكرناه غلطٌ.

[محق]

  مَحَقَهُ⁣(⁣١) يَمْحَقُهُ مَحقْاً، أى أبطله ومَحاه.

  وتَمَحَّقَ الشئُ وامْتَحَقَ.

  والْمُحَاقُ⁣(⁣٢) من الشهر: ثلاث ليالٍ من آخره.

  ونصلٌ مَحِيقٌ، أى مُرَقَّقٌ محدّدٌ، وهو فعيلٌ من مَحَقَهُ. قال الشاعر:

  يُقَلِّبُ صَعْدَةً جرداءَ فيها ... نَقِيعُ السُمِّ أو قَرْنٌ مَحِيقُ

  وأما قول ابن دريد إنَّه مفعولٌ فبَعِيدٌ.

  ومَحَقَهُ الحَرُّ، أى أحرقَه.

  ويومٌ مَاحِقٌ، أى شديد الجَرّ، أى إنّه يَمْحَقُ كلَّ شئ ويُحْرِقه.

  قال الأصمعى: يقال جاءنا فى مَاحِقِ الصَيف، أى فى شدَّة حَرِّه. قال ساعدة يصف الحُمرُ:

  ظَلَّتْ صَوَافِنَ بالْأَرْزَانِ صادِيةً ... فى مَاحِقٍ من نَهَارِ الصيفِ مُحْتَدِمِ

  ومَحَقَهُ الله، أى ذهب ببركته؛ وأَمْحَقَهُ لغةٌ فيه رديئة. وقال أبو عمرو: الْإِمْحَاقُ: أن يَهلِك الشئ كَمُحَاقِ الهلالِ. وأنشد:

  أبوكَ الذى يَكْوِى أُنُوفَ عُنُوقِهِ ... بأظفاره حتَّى أَنَسَّ وأَمْحَقَا

[مذق]

  الْمَذِيقُ: اللبن الممزوج بالماء. وقد مَذَقْتُ⁣(⁣٣) اللبنَ فهو مَمْذُوقٌ ومَذِيقٌ. ومنه قولهم: فلان يَمْذُقُ الودَّ، إذا لم يخلِصْه، فهو مَذَّاقٌ، ومُمَاذِقٌ غير مخلِص.


(١) مَحَقَ، من باب قَطَعَ.

(٢) هو مثلث الميم، كما فى القاموس.

(٣) مَذَقَ من باب نصر.