الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

وزى

صفحة 2523 - الجزء 6

  * عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّى مَنْ سَبَرْ⁣(⁣١) *

  كأنه يُعْدِى من عِظَمِهِ ونفور النفس عنه.

  ووَارَيْتُ الشئ، أى أخفيته. وتَوَارَى هو، أَى استتر.

  ووَرَاءَ بمعنى خَلْف، وقد يكون بمعنى قُدَّامٍ، وهى من الأضداد. قال الأخفش: يقال لقيته من وَرَاءُ فترفعه على الغاية إذا كان غير مضاف، تجعله اسماً، وهو غير متمكّن كقولك من قَبْلُ ومن بَعْدُ. وأنشد⁣(⁣٢):

  إذا أنا لم أُومَنْ عليك ولم يكن ... لقاؤك إلَّا من وَراءُ وَراءُ⁣(⁣٣)

  وقولهم: «وَرَاءَكَ أَوْسَعُ لك» نُصِبَ بالفعل المقدَّر، وهو تَأَخَّرْ.

  وقوله تعالى: {وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ}، أى أمامهم.

  وتصغيرها وُرَيْئَةٌ بالهاء، وهى شاذّة.

  والْوَرَاءُ أيضا: وَلَدُ الوَلدِ.

  وتقول: وَرَّيْتُ الخبر تَوْرِيَةً، إذا سَتَرْتَهُ وأظهرْتَ غيره، كأنّه مأخوذ من وراء الإنسان، كأنَّه يجعله وراءه حيثُ لا يظهر.

[وزى]

  الْوَزَى: القصير الشديد. وقال⁣(⁣٤):

  * تَاحَ لها بَعْدَكَ حِنْزَابٌ وَزَى⁣(⁣٥) *

  وحمارٌ وَزًى، أى مِصَكٌّ نشيطٌ.

  والْمُسْتَوْزِى: المنتصبُ المرتفعُ. قال ابن مُقْبل:

  ذَعَرْتُ به العَيْرَ مُسْتَوْزِياً ... شَكِيرُ جَحَافِلِه قد كَتِنْ⁣(⁣٦)


(١) بعده:

بين الطراقين ويفلين الشعر

(٢) لِعُتَىِّ بن مالك العقيلى.

(٣) قبله:

أبا مدرك إن الهوى يوم عاقل ... دعاني ومالي أن أجيب عزاء

وإن مروري جانبا ثم لا أرى ... أجيبك إلا معرضا لجفاء

وإن اجتماع الناس عندي وعندها ... إذا جئت يوما زائرا لبلاء

(٤) الأغلب العجلى.

(٥) الرجز:

قد أبصرت سجاح من بعد العمى ... تاح لها بعدم حنزاب ورى

ملوح في العين مجلوز القرا

(٦) مُسْتَوْزِياً: منتِصباً مرتفعاً. والشكير: الشَعَر الضعيف هاهنا. وكَتِنَ: أى لزق به أثَرُ خضرة العشب.