الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

وخش

صفحة 1025 - الجزء 3

  والوَحْشَةُ: الخلوةُ والهمُّ. وقد أَوْحَشْتُ الرجلَ فاسْتَوْحَشَ.

  وأرضٌ وَحْشَةٌ وبلدٌ وَحْشٌ بالتسكين، أى قفرٌ. يقال: «لقيته بوَحْشِ إِصْمِتَ» أى أى ببلدٍ قفرٍ.

  وتَوَحَّشَتِ الأرضُ: صارت وَحْشَةً.

  وأَوْحَشْتُ الأرضَ: وجدتها وَحْشَةً.

  وأنشد الأصمعىُّ لعباسِ بن مِرْدَاسٍ:

  لِأسْماء رسمٌ أصبح اليومَ دَارِسا ... وأَوْحَشَ منها رَحْرَحَانَ فَراكِسا⁣(⁣١)

  وَأَوْحَشَ المنزلُ أيضا: صار كذلك وذهب عنه الناس. قال الشاعر:

  لَمِيَّةَ⁣(⁣٢) مُوحِشاً طَلَلُ ... يَلُوحُ كأنه خِلَلُ

  وأوْحَشَ الرجلُ: جاعَ.

  وتَوَحَّشَ الرجلُ، أى خلا بطنهُ من الجُوع.

  يقال: تَوَحَّشْ للدواء، أى أَخْلِ جوفَك له من الطعام.

  وبات فلانٌ وَحْشاً، أى جائعاً. وبتنا أَوْ حَاشاً.

  وقد أَوْحَشْنَا منذ ليلتانِ، أى نَفِدَ زادُنا.

  وقال حُميدٌ يصف ذئباً:

  وإنْ بات وَحْشاً ليلةً لم يَضِقْ بها ... ذِرَاعاً ولم يُصْبِح بها وهو خاشِعُ

  ووَحَّشَ الرجلُ، إذا رمَى بثوبه وسلاحه مخافةَ أن يُلْحَقَ. وفى الحديث: «فوَحَّشُوا برماحهم».

  وقال الشاعر⁣(⁣١):

  * فذَرُوا السِلَاحَ ووَحِّشُوا بالأَبْرَقِ*⁣(⁣٢)

[وخش]

  يقال: ذاك من وَخْشِ الناس، أى من رُذَالِهِمْ.

  وجاءني أَوْخَاشٌ من الناس، أى من سُقَّاطِهِمْ.

  وقد وَخُشَ الشيءُ بالضم وخُوشَةً ووَخَاشَةً، أى صار رَدِيًّا. قال الكميت:

  تَلْقَى النَدَى وَمَخْلَداً حَلِيفَيْنْ ... ليْسَا من الوَكْسِ ولا بوخْشَيْنْ

  وقول الراجز⁣(⁣٣):

  جاريةٌ ليست من الوَخْشَنِ ... كأنَّ مجرى دَمْعِهَا المُسْتَنِ

  قُطُنَّةٌ مِنْ أَجْوَدِ القُطُن

  أراد «الوخْشَ» فزاد فيها نوناً ثقيلةً.

  وأَوْخَشَ القومُ، أى رَدُّوا السهامَ فى الرِبابة مرّةً بعد أخرى، كأنهم صاروا إلى الوَخَاشَةِ


(١) ويروى:

وأقفر إلا رحرحان فراكا

(٢) فى اللسان: «لِسَلْمَى». وقال ابن برى: البيت لكثير. قال: وصواب إنشاده: «لعَزّةَ موحِشاً»

(١) هى أم عمرو بنت وقدان.

(٢) صدره:

إن أنتم لم تطلبوا بأخيكم

(٣) هو دهلب بن قريع.