الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أخا

صفحة 2264 - الجزء 6

[أثا]

  أَثَا بِهِ يَأْثُو به ويَأْثِى أيضاً إثَاوَةً وإثَايَةً، أى وشَى به. ومنه قول الشاعر:

  * ذا نَيْرَبٍ آثِ⁣(⁣١) *

[أخا]

  الأَخُ أصله أَخَوٌ بالتحريك، لأنه جمع على آخاء مثل آباء، والذاهب منه واوٌ، لأنَّك تقول فى التثنية أَخَوَانِ، وبعض العرب يقول أَخَانِ على النقص. ويجمع أيضاً على إخْوَانٍ، مثل خَرَبٍ وخِرْبَانٍ، وعلى إخْوَةٍ وأُخْوَةٍ عن الفرّاء.

  وقد يُتَّسَعُ فيه فيراد به الاثْنَانِ كقوله تعالى: {فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ}. وهذا كقولك: إنَّا فَعَلْنا، ونحن فعلنا، وأنتما اثْنَانِ. وأكثر ما يُستعمل الإخوانُ فى الأصدقاءِ، والإخوةُ فى الولادةِ. وقد جُمع بالواو والنون، قال الشاعر⁣(⁣٢):

  وكان بَنُو فَزَارَةَ شَرَّ قومٍ⁣(⁣٣) ... وكنتُ لهم كشَرِّ بَنِى الأَخِينَا

  ولا يقال أَخُو ولا أَبُو إلّا مضافاً، تقول: هذا أَبُوكَ وأَخُوكَ، ومررت بأَبِيكَ وأَخِيكَ، ورأيت أَباكَ وأَخاكَ. وكذلك حَمُوكَ، وهَنُوكَ، وفُوكَ، وذو مَالٍ. فهذه ستّة أسماءٍ لا تكون مُوَحَّدَةً إلّا مضافةً. وإعرابها فى الواو والياء والألف، لأنَّ الواو فيها وإن كانت من نفس الكلمة ففيها دليلٌ على الرفع، وفى الياء دليل على الخفض، وفى الألف دليل على النصب.

  ويقال: ما كنتَ أَخاً ولقد أَخَوْتَ تَأْخُو أُخُوَّةً.

  ويقال: أُخْتٌ بَيِّنَةُ الأُخُوَّةِ أيضاً.

  وإنَّما قالوا أُخْتٌ بالضم ليدلّ على أنَّ الذاهب منه واوٌ، وصَحَّ ذلك فيها دون الأَخِ لأجل التاء التى ثَبَتَتْ فى الوصل والوقف، كالاسم الثلاثى.

  والنسبة إلى الأَخِ أَخَوِىٌ. وكذلك إلى الأُخْتِ؛ لأنَّك تقول أَخَوَاتٌ. وكان يونس يقول أُخْتِىٌ، وليس بقياس.

  وآخَاهُ مُؤَاخَاةً وإخَاءً. والعامّة تقول: واخّاهُ.

  وتقول: لا أَخَا لَكَ بفلانٍ، أى هو ليس لك بِأَخٍ.

  وتآخَيَا على تَفَاعَلَا.

  وتَأَخَّيْتُ أَخاً، أى اتخذت أَخاً.

  وتَأَخَّيْتُ الشئ أيضاً مثل تَحَرَّيْتُهُ.


(١) أورده صاحب اللسان عن الجوهرى: «ذو نيرب آثِ» وقال: قال ابن برى صوابه: ولا أكون لكم ذا نيرب آث

(٢) عُقَيْلُ بن عُلْفَةَ المُرِّىُّ.

(٣) صوابه: «شَرَّ عَمٍّ». وفى نوادر أبى زيد:

وكان فزارئ عم سوء ... وكنت لهم كشر بنى الأخينا

أراد الإخوَةَ.