الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

مون

صفحة 2209 - الجزء 6

  الكوفة. وقد تكون للتبعيض كقولك: هذا الدرهم من الدراهم. وقد تكون للبيان والتفسير، كقولك: لله درّك مِنْ رجلٍ! فتكون مِنْ مفسِّرةً للاسم المكنّى فى قولك درّك وترجمةً عنه.

  وقوله تعالى: {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ} فالأولى لابتداء الغاية، والثانية للتبعيض، والثالثة للتفسير والبيان.

  وقد تدخل مِنْ توكيداً لغْواً كقولك: ما جاءنى مِنْ أحدٍ، ووَيْحَهُ مِنْ رجلٍ، أكّدتهما بمِنْ.

  وقوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ} أى فاجتنبوا الرِجسَ الذى هو الأوثان.

  وكذلك ثوبٌ مِنْ خَزٍّ.

  وقال الأخفش فى قوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ} مِنْ {حَوْلِ الْعَرْشِ} وقوله تعالى: {ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}: إنَّما أدخل مِنْ توكيداً، كما تقول رأيت زيداً نفسه.

  وتقول العرب: ما رأيتُه مِنْ سنةٍ، أى منذ سنة. قال تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}. وقال زُهير:

  لِمَنِ الديارُ بقُنَّةِ الحِجْرِ ... أَقْوَيْنَ من حِجَجٍ ومِنْ دَهْرِ

  وقد تكون بمعنى عَلَى، كقوله تعالى: {وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ}، أى على القوم.

  وقولهم فى القَسَمِ: مِنْ ربّى ما فعلتُ، فمِنْ حرف جرّ وضعت موضع الباء ههنا، لأنَّ حروف الجرّ ينوب بعضُها عن بعض إذا لم يلتبس المعنى.

  ومن العرب من يحذف نونه عند الألف واللام لالتقاء الساكنين، كما قال:

  أَبْلغْ أبا دَخْتَنُوسَ مَأْلُكَةً ... غير الذى قد يقال مِلْكَذِبِ

[مون]

  مَانَهُ يَمُونُهُ مَوْناً، إذا احتمل مَؤُونَتَهُ وقام بكفايته، وهو رجل مَمُونٌ، عن ابن السكيت.

[مهن]

  المَهْنَةُ بالفتح: الخِدْمة.

  وحكى أبو زيد والكسائىّ: المِهْنَةِ بالكسر، وأنكره الأصمعى.

  والماهِنُ: الخادمُ. وقد مَهَنَ القومَ يَمْهَنُهُمْ مَهْنَةً، أى خَدَمَهُمْ.

  ويقال أيضاً: مَهَنْتُ الإبلَ مَهْنَةً، إذا حلّيتها عن الصَدَر.

  وامْتَهَنْتُ الشئ: ابتذلته. وأَمْهَنْتُهُ: أضعفته.

  ورجلٌ مَهِينٌ، أى حقيرٌ.