الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

أبر

صفحة 574 - الجزء 2

بابُ الرّاءْ

فصل الألف

[أبر]

  الإبْرَةُ: واحدة الإبَرِ. وإبْرَةُ الذراعِ: مُسْتَدَقُّها.

  وَأَبَرْتُ الكلبَ: أطعمْتُه الإبرةَ فى الخُبز.

  وفى الحديث: «المؤمنُ كالكلب المَأْبُورِ». وأَبَرَ فلانٌ نَخْلَهُ، أى لقَّحه وأصلحه.

  ومنه سِكَّةٌ مَأْبُورَةٌ.

  وأَبَرَتْهُ العقربُ: لدغَتْه، أى ضربتْه بإبرتها.

  وفى عرقوبَىِ الفرسِ إبْرَتَانِ وهما حَدُّ كلِّ عَرْقُوبٍ من ظاهرٍ.

  وتَأْبِيرُ النخلِ: تلقيحه. يقال: نخلةٌ مُؤَبَّرَةٌ مثل مَأْبُورَةٍ. والاسم منه الإبَارُ، على وزن الإزَارِ. يقال: تَأَبَّرَ الفسيلُ، إذا قبِلَ الإبَارَ.

  قال الراجز:

  تَأَبَّرِي يا خَيْرَةَ الفَسِيلِ ... إِذْ ضَنَّ أهلُ النَخْلِ بالفُحُولِ⁣(⁣١)

  يقول: تَلَقَّحِى من غير تَأْبِيرٍ.

  ويقال ائْتَبَرْتُ، إذا سألْتَ غيرك أنْ يَأْبُرَ لك نخْلك أو زرْعك. قال طرفة:

  ولِىَ الأصلُ الذى فى مثله ... يُصْلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المُؤْتَبِرْ

  والمآبِرُ واحدتها مِئْبَرَةٌ⁣(⁣١)، وهى النميمةُ وإفسادُ ذاتِ البين.

[أثر]

  الأَثْرُ: فِرِنْدُ السيفِ. قال يعقوب: لا يعرفه الأصمعىُّ إلّا بالفتح. قال وأنشدنى عيسى ابن عمر الثقَفىّ⁣(⁣٢):

  جَلَاهَا الصَيْقَلُونَ فأَخْلَصُوهَا ... خِفَافاً كُلُّهَا يَتَقِى⁣(⁣٣) بأَثْرِ

  أى كلُّها يستقبلك بفِرِنْده.

  والمأثورُ: السَيفُ الذى يقال إنَّه من عمل الجنِّ. قال الأصمعى: وليس من الأثْرِ الذى هو الفرِنْد.

  والأَثْرُ أيضا: مصدر قولك أَثَرْتُ الحديثَ،


(١) سبق فى (حنذ) بزيادة عما هنا:

تأبري من حنذ فسولي ... اذ ضن .........

(١) قوله مئبرة، ومثلها فى المعنى المئرة وجمعها مئر بوزن عنب. قاله نصر.

(٢) لخفاف بن ندبة.

(٣) فى المطبوعة الأولى: «تبقى»، تحريف. ويتقى مخفف من يتقى، كما فى اللسان.