الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حنب

صفحة 116 - الجزء 1

  بِعَارِى النَوَاهِقِ صَلْتِ الجَبيِ ... نِ يَسْتَنُّ كالتَيسِ ذى الحُلَّبِ

  قال الأصمعى: هى بَقْلَةٌ جَعْدَةٌ غبراءُ فى خُضْرَةٍ، تنبسط على الأرض، يسيل منها اللّبن إذا قِطع منها شيء.

  وسِقَاءٌ حُلَّبيٌ: دُبِغَ بالحُلَّبِ. وقال الراجز⁣(⁣١):

  * دَلْوٌ تَمَأَىَّ دُبِغَتْ بالحُلَّبِ⁣(⁣٢) *

  والحِلِبْلَابُ، بالكسر: النبْتُ الذى تسميه العامَّة اللَبْلَابُ، ويقال هو الحُلَّبُ الذى تعتاده الظباء.

  وأسود حُلْبُوبٌ، أى حالكٌ.

[حنب]

  الأصمعى: التحنيب فى الفرس: انحناءٌ وتوتيرٌ فى الصُلب واليدين، فإذا كان ذلك فى الرجل فهو التجنيب بالجيم. قال طرفة:

  وكَرِّى إذا نادى المُضَافُ مُجَنَّباً ... كَسِيدِ⁣(⁣٣) الغَضَى نَبَّهْتَهُ المُتَوَرِّدِ

  وقال أبو عبيد: المُحَنَّبُ: البعيد ما بين الرِجْلَيْنِ من غير فَحَجٍ، وهو مدحٌ.

  وتحنَّب فلان، أى تقوَّس وانحنى.

[حوب]

  الحُوبُ، بالضم: الإثم؛ والحَابُ مثله.

  ويقال: حُبْتَ بكذا أى أَثِمْتَ، تحوب حَوبًا⁣(⁣١) وحَوْبَةً وحِيَابَةً. قال النابغة:

  صَبْرًا بَغِيضُ بنَ رَيْثٍ إِنَّهَا رَحِمٌ ... حُبْتُمْ بها فأَنَاخَتْكُمْ بجَعْجَاعِ

  وفلان أَعَقُّ وأحوبُ. وإن لى حَوْبَةً أعولُها، أى ضَعَفَةً وعيالاً.

  ابن السكيت: لى فى بنى فلان حُوبَةٌ، وبعضهم يقوله حِيبَةً فتذهب الواو إذا انكسر ما قبلها. وهى كل حُرْمَةٍ تضيع من أمّ أو أختٍ أو بنتٍ أو غير ذلك من كل ذات رَحِمٍ. قال: وهى فى موضعٍ آخَرَ الهَمُّ والحاجَةُ. وأنشد للفرزدق:

  فهَبْ لى خُنَيْساً واتَّخِذْ فيه مِنَّةً ... لِحَوْبَةِ أمٍّ ما يَسُوغُ شَرَابُهَا

  وقال أبو كَبِير فى الحِيبَةِ:

  ثم انْصَرَفْتُ ولا أَبُثُّكَ حِيبَتِي ... رَعِشَ العِظَامِ⁣(⁣٢) أَطِيشُ مَشْىَ الأَصْوَرِ⁣(⁣٣)

  ويقال: ألحق الله به الحَوْبَةَ، أى المَسْكَنَةَ والحاجة. وقولهم: إنما فلانٌ حَوْبَةٌ، أى ليس عنده


(١) وبعده:

أو بأعالي السلم المذاب

(٢) تمأى أى تتسع.

(٣) ويروى:

كسيدالغضا في الردمة المتورد

(١) حاب حوْباً وحُوباً وحَاباً.

(٢) فى اللسان: «رعش البنان».

(٣) وقبله:

ولرب من طاطاته في حفره ... بمن كل مقتبل الشباب محبر