الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

كسب

صفحة 212 - الجزء 1

  أَبُنَىَ⁣(⁣١) إنَّ أباكَ كَارِبُ يومِهِ ... فإذا دُعِيت إلى المكارم فاعْجَلِ

  وكَرَبْتُ الناقةَ: أَوْقَرْتُهَا.

  وكَرَبُ النخلِ: أُصُولُ السَعَف⁣(⁣٢) أمثال الكَتِف. وفى المثل:

  * مَتَى كان حكمُ الله فى كَرَبِ النَخل⁣(⁣٣) *

  والكَرَبُ: الحَبْل الذى يشدّ فى وسط العَرَاقِىّ ثم يُثَنَّى ويثلَّث ليكون هو الذى يَلِى الماءَ فلا يَعفَن الحبلُ الكبير. تقول منه: أَكْرَبْتُ الدَلوَ فهى مُكْرَبَةٌ.

  والكَرْبَةُ أيضاً: واحدة الكِرَابِ، وهى مجارى الماء. قال أبو ذؤيب يصف نحلا:

  جَوَارِسُهَا تَأْوِى⁣(⁣٤) الشُعُوفَ دَوَائِباً ... وتَنْصَبُّ أَلْهَاباً مَصِيفاً كِرَابُهَا

  والمَصِيفُ: المُعْوَجُّ، مِن صَافَ السهمُ. وأبو كَرِبٍ اليمانىّ بكسر الراء: أحد التتابعة، واسمه أسعد بن مالك الحِميرىّ.

  ومعدِى كَرِب فيه ثلاث لغات: مَعْدِى كَرِبُ برفع الباء لا يصرف، ومنهم من يقول مَعْدِى كربٍ يضيف ويَصرف كَرِباً، ومنهم من يقول مَعْدِى كَرِبَ يضيف ولا يصرف كَرِباً يجعله مؤنَّثاً معرفة. والياء من مَعْدِى ساكنة على كلِّ حال.

  وإذا نسبت إليه قلت مَعْدِىٌّ؛ وكذلك النَسَبُ فى كل اسمين جُعِلَا واحداً مثل بَعْلَ بَكَّ وخمسةَ عَشَرَ تنسب إلى الاسم الأول تقول: بَعْلِىٌّ وخمسىٌّ وتأبَّطىٌّ. وكذلك إذا صغَّرت تصغِّر الأول.

  والمُكْرَبُ: الشديد الأسر من الدوابّ، بضم الميم وفتح الراء.

  وتقول: ما بالدار كَرَّابٌ بالتشديد، أى أحدٌ.

  وأَكْرَبَ، أى أسرع. تقول: خُذْ رجليك بإكرابٍ، إذا أمرته أن يسرعَ السَعى.

  والكُرَابَةُ بالضم: ما يُلْتَقَط من التمر فى أصول السعف بعد ما يُصْرَم.

[كسب]

  الكَسْبُ: طلب الرزق. وأصله الجمع، تقول منه: كَسَبْتُ شيئاً واكتسبته بمعنًى. وفلان طَيِّبُ الكَسْبِ، وطيّب المَكْسِبَة مثال المغفِرة، وطَيِّبُ الكِسْبَةِ بالكسر، وهو مثل الجِلسة.

  وكَسَبْتُ أهلى خَيْراً، وكَسَبْتُ الرجلَ مالاً فكَسَبَه. وهذا مما جاء على فَعَلْتُهُ فَفَعَلَ.


(١) يروى: «أجبيل إن». كارب: رواية الأصمعى بالكسر، وابن دريد يروى كارب بفتح الراء، أى قارب يومه ودنا منه. وبعده:

احذر محل السوء لا تنزل به ... واذا نبابك منزل فتحول

(٢) هى الكرانيف واحدتها كرنافة.

(٣) قيل هذا يضرب فيمن يضع نفسه حيث لا يستأهل قاله أبو عبيدة. اه وانقولى. لكن فى مرتضى بيان أصل هذا المثل وإنه عجز بيت لجرير قاله لما بلغه أن الصلتان العبدى فضل الفرزدق عليه. قوله: متى كان حكم الله فى كرب النخل عجز لبيت جرير، وصدره:

أقول ولم املك سوابق عبرة

(٤) يروى «تأرى».