الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

هجد

صفحة 555 - الجزء 2

  والاهْتِبادُ: أن تأخذ حَبَّ الحنظلِ وهو يابسٌ وتجعلَه فى موضعٍ وتصبَّ عليه الماء وتدلكه ثم تصبَّ عنه الماء، وتفعلَ ذلك أياما حتَّى تذهب مرارتُه، ثم يدقُّ ويُطبخ.

  وهَبُّودُ بتشديد الباء: اسم موضعٍ⁣(⁣١) ببلاد بنى نُمير.

[هجد]

  هَجَدَ وتَهَجَّدَ، أى نام ليلاً. وهَجَدَ وتَهَجَّدَ أى سهر، وهو من الأضداد. ومنه قيل لصلاة الليل: التَهَجُّدُ.

  والتَهْجِيدُ: التنويم. قال لبيد⁣(⁣٢):

  قال هَجِّدْنِي⁣(⁣٣) فقَد طال السُرَى ... وقَدَرْنَا إن خَنَا الدهرِ غَفَلْ⁣(⁣٤)

  أى نَوِّمْنِى.

  ابن السكيت: أَهْجَدَ البعيرُ، إذا ألقى جِرَانَهُ بالأرض.

[هدد]

  هَدَّ البِنَاءَ يَهُدُّهُ هَدًّا: كسره وضعضعه.

  وهدَّته المصيبةُ، أى أوهنتْ ركنَه.

  الأصمعىّ: يقال: فلانٌ يُهَدُّ، على ما لم يُسَمَّ فاعله، إذا أُثنِىَ عليه بالجَلَد والقوّة.

  وتقول: مررت برجُلٍ هَدَّكَ من رَجلٍ، معناه أثقلَكَ وصْفُ محاسنِه. وفيه لغتان: منهم مَنْ يُجريه مجرى المصدر فلا يؤنّثه ولا يثنّيه ولا يجمعه، ومنهم من يجعله فعلاً فيثنَّى ويجمع.

  تقول: مررت برجل هدَّك من رجلٍ، وبامرأة هدَّتْك من امرأة، وبرجلين هدَّاك، وبرجال هَدُّوكَ، وبامرأتين هَدَّتَاكَ، وبنسوةٍ هَدَدْنَكَ.

  وانْهَدَّ الجبل، أى انكسر.

  وقولهم: ما هَدَّهُ كذا، أى ما كسره كذا.

  قال الأصمعى: الهَدُّ: الرجل الضعيف. يقول الرجل للرجل إذا أوعدَهُ: إنِّى لَغَيْرُ هَدٍّ، أى غير ضعيف.

  وقال ابن الأعرابىّ: الهَدُّ من الرجال: الجواد الكريم، وأما الجبان الضعيف فهو الهِدُّ بالكسر.

  وأنشد⁣(⁣١):

  لَيْسُوا بِهَدِّينَ فى الحُرُوبِ إذَا تُعْ ... قَدُ فوقَ الحَرَاقِفِ النُطُقُ

  والهَدَّةُ: صوت وقع الحائط ونحوه. تقول منه: هَدَّ يَهِدُّ بالكسر، هَدِيداً.

  والهَادُّ: صوتٌ يسمعه أهل الساحل يأتيهم


(١) قال المجد: هو ماء، ويقال له الهبا بيد.

(٢) يصف رفيقاً له فى السفر غلبه النعاس.

(٣) الرواية المعروفة: «هجدنا».

(٤) وقبله:

ومجود من صبابات الكرى ... عاطف النمزق صدق المبتذل

(١) للعباس بن عبد المطلب.