قرد
  ثمَّ زدْت فى آخره ألفاً همزْت، لأنَّك تحرك الثانية. والألف إذا تحرَّكتْ صارتْ همزةً.
  فأمّا قولهم: قَدْكَ بمعنى حَسْبُكَ، فهو اسم، تقول: قَدِي وقَدْنِي أيضاً بالنون على غير قياس، لأنَّ هذه النون إنَّما تزاد فى الأفعال وِقايةً لها، مثل ضربنى وشتمنى. قال الراجز(١):
  * قَدْنِي من نَصْرِ الخُبَيْبَيْنِ قَدِي(٢) *
[قرد]
  القُرَادُ: واحد القِرْدَانِ. يقال: قَرِّدْ بعيرَك، أى انْزَعْ منه القِرْدَانَ.
  والتَقْرِيدُ: الخداع؛ وأصله أنَّ الرجل إذا أراد أن يأخذ البعيرَ الصعْبَ قَرَّدَهُ أوّلاً، كأنَّه ينزع قِرْدَانَهُ. قال الشاعر الحُصَين بن القعقاع:
  هُمُ السَمْنُ بالسَنُّوتِ لا أَلْسَ فيهم ... وهم يَمْنَعُونَ جَارَهُمْ أنْ يُقَرَّدَا
  وقال الحطيئة:
  لَعَمْرُكَ ما قُرَادُ بَنِى كُلَيبٍ ... إذا نُزِعَ القُرَادُ بمُسْتطاعِ
  وأمُ القِرْدَانِ: الموضعُ بين الثُنَّةِ والحافر.
  وقول الشاعر مِلْحَةَ الجَرْمىِ(٣):
  كأنَ قُرَادَيْ صَدْرِهِ طَبَعَتْهُمَا ... بِطِينٍ من الجَوْلَانِ كُتَّابُ أَعْجَمُ(١)
  يعنى به حَلَمَتَى الثدى.
  والقَرَدُ بالتحريك: نُفَايَةُ الصُوفِ وما تمعَّط من الغنم وتلبَّد، والقطعةُ منه قَرَدة. وفى المثل: «عَكَرْتَ على الغَزْل بأَخَرَةٍ، فلم تَدَعْ بنَجْدٍ قَرَدَةً». عَكَرْتَ، أى عطفْت.
  يقال: قَرِدَ الصُوف بالكسر يَقْرَدُ قَرَدًا.
  وسحابٌ قَرِدٌ، وهو المتقطِّع فى أقطار السماء يركبُ بعضُه بعضاً. وقَرِدَ الأديمُ أيضاً، إذا حَلِمَ. وقَرِدَ الرجلُ: سكَتَ من عِىٍّ. وأَقْرَدَ، أى سكنَ.
  وتماوت. وأنشد الأحمر:
  تَقُولُ إذا اقْلَوْلَى عليها وأَقْرَدَتْ ... أَلَا هَلْ أَخُو عَيْشٍ لَذِيذٍ بِدائمِ(٢)
  وقَرَدْتُ السمنَ، بالفتح، فى السِقاء، أَقْرُدُهُ قَرْدًا: جمعْتُه.
  والقِرْدُ: واحد القُرُودِ، وقد يجمع على قِرَدَةٍ
(١) حميد الأرقط.
(٢) بعده:
ليس الإمام بالشحيح الملحد
(٣) وقيل لعدى بن الرقاع يمدح عمر بن هبيرة.
(١) بعده:
اذا شئت أن تلقى فتى الباس والندى ... وذا الحسب الزاكي التليد المقدم
فكن عمرا تأتي ولا تعدونه ... الى غيره والتخير الناس وافهم
(٢) قال ابن برى: البيت للفرزدق يذكر امرأة إذا علاها الفحل أقردت وسكنت وطلبت منه أن يكون فعله دائما متصلا.