الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

لخن

صفحة 2194 - الجزء 6

  ولَحَنَ إليه يَلْحَنُ لَحْناً، أى نَوَاهُ وقصَده ومالَ إليه.

  ولَحَنَ فى كلامه أيضاً، أى أخطأ.

  واللَّحَنُ، بالتحريك: الفطنة. وقد لَحِنَ بالكسر⁣(⁣١).

  وفى الحديث: «ولعلَّ أحدَكم أَلْحَنُ بحُجّته من الأخَر»، أى أفطن لها. ومنه

  قول عمر بن عبد العزيز: «عجبت لمن لَاحَنَ الناسَ كيف لا يعرفُ جوامعَ الكلم»، أى فاطَنَهم.

  أبو زيد: لَحَنْتُ له بالفتح أَلْحَنُ لَحْناً، إذا قلتَ له قولاً لا يفهمه عنك ويخفَى على غيره. ولَحِنَهُ هو عنِّى بالكسر يَلْحَنُهُ لَحَناً، أى فهمه، وأَلْحَنْتُهُ أنا إياه.

  ولَاحَنْتُ الناسَ: فاطنتُهم. قال الفَزَارىّ⁣(⁣٢):

  وحديثٍ أَلَذُّهُ هو ممّا ... يَنعَتُ الناعتون يُوزَن وَزْنا

  منطَقٌ رائعٌ وتَلْحَنُ أحيا ... ناً وخيرُ الحديثِ ما كان لَحْنا

  يريد أنَّها تتكلم وهى تريد غيرَه، وتعرِّض فى حديثها فتُزِيله عن جهته، من فِطنتها وذكائها، كما قال تعالى: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}، أى فى فحواه ومعناه. وقال القتَّال الكلابىّ:

  ولقد وَحَيْتُ لكم لكى ما تفهموا ... وَلَحنْتُ لَحناً ليس بالمرتابِ

  وكأن اللَّحْنَ فى العربية راجعٌ إلى هذا، لأنَّه من العدول عن الصَواب.

[لخن]

  لَخِنَ السقاءُ بالكسر لَخَناً، أى أَنْتَنَ. ومنه قولهم: أَمَةٌ لَخَناءُ. ويقال: اللَّخْنَاءُ التى لم تختَن.

  والرجل أَلْخَنُ.

[لدن]

  رمْحٌ لَدْنٌ، أى ليِّنٌ؛ ورماحٌ لُدْنٌ بالضم.

  والتَّلَدُّنُ: التمكّث. يقال: تَلَدَّنَ عليه، إذا تلّكأ عليه.

  ولَدُنْ: الموضعُ الذى هو الغاية، وهو ظرفٌ غير متمكِّن بمنزلة عِنْدَ، وقد أدخلوا عليها (مِنْ) وَحدَها من بين حروف الجرّ. قال تعالى: {مِنْ لَدُنَّا}. وجاءت مضافةً تخفض ما بعدها.

  وفى لَدُنْ ثلاث لغاتٍ: لَدُنْ، ولَدَى، ولَدُ.

  قال الراجز⁣(⁣٣):


(١) التكملة من المخطوطة.

(٢) مالك بن أسماء بن خارجة الفزارى.

(٣) غيلان بن حريث.