الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

حيا

صفحة 2323 - الجزء 6

  ولو جاز هذا لصُرِفَ أَصَمُّ لأنَّه أخفّ من أَحْوَى ولقالوا أُصَيْمٌ فصَرَفُوا. وقال أبو عمرو بن العلاء: أُحَىٌّ كما قالوا أَحَيْوٌ. قال سيبويه: ولو جاز هذا لقلت فى عطاءِ عُطَىٍّ. وقال يونسُ: أُحَىٌّ.

  قال سيبويه: هذا هو القياس، والصواب.

  وتقول فى تصغير يَحْيَى: يُحَيِّىٌ يا هذا، لأنَّ كلَّ اسم اجتمع فيه ثلاث ياءات أوّلهنّ ياء التصغير فإنّك تحذف منهنّ واحدة، فإن لم يكن أوّلهنّ ياء التصغير أثبتَّهنّ ثَلَاثَهُنَّ. تقول فى تصغير حَيَّةٍ حُيَيَّةٌ، وتقول فى تصغير: أيُّوبٍ أَيَيِّيب بأربع ياءات، واحتملتْ ذلك لأنَّها فى وسط الاسم، ولو كان طَرَفاً لم تجمعْ بينهنّ.

  والحُوَّاءُ، مثال المُكَّاءِ: نبتٌ يشبه لونَ الذئب، الواحدة حُوَّاءَةٌ. عن الأصمعى.

[حيا]

  الحَيَاةُ: ضد الموت والحَىُ: ضدُّ المّيت.

  والمَحْيَا مَفْعَلٌ من الحياة. تقول: {مَحْيايَ وَمَماتِي}. والجمع المَحَايِى.

  وزعموا أن الحِىَ بالكسر: جمع الحَيَاةِ.

  قال العجاج:

  * وقد تَرى إذا الحياةُ حِىُ⁣(⁣١) *

  والحَىُ: واحد أَحْيَاءِ العربْ.

  وأَحْيَاهُ الله فَحَيِىَ وحَىَ أيضاً، والإدغام أكثرَ لأنَّ الحركة لازمة، فإذا لم تكن الحركة لازمةً لم تُدغَم كقوله تعالى: {أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى} ويقرأ: (يَحْيَا من حَيِىَ عن بيّنة).

  وقال أبو زيد: حَيِيتُ منه أَحْيَا: اسْتَحْيَيْتُ.

  وتقول فى الجمع: حَيُوا، كما يقال خَشُوا.

  قال سيبويه: ذهبت الياء لالتقاء الساكنين، لأنَّ الواو ساكنة وحركة الياء قد زالت كما زالت فى ضَربوا إلى الضم، ولم تحرَّك الياء بالضم لثِقَله عليها، فحذفت وضمَّت الياء الباقية لأجل الواو.

  قال الشاعر⁣(⁣٢):

  وكُنَّا حَسِبْنَاهُمْ فَوَارِسَ كَهْمَسٍ ... حَيُوا بعد ما ماتُوا من الدهر أعْصُرَا

  وقال بعضهم: حَيُّوا بالتشديد، تركه على ما كان عليه للإدغام. قال ابن مفرِّغ⁣(⁣٣):

  عَيُّوا بأمرِهمُ كما ... عَيَّتْ ببيضتها الحَمَامَهْ

  قال أبو عمرو: أَجْيَا القومُ، إذا حَسُنَتْ حال مواشيهم. فإن أردتَ أنفسهم قلت: حَيُوا.


(١) فى اللسان:

كأنها إذا الحياة حي ... وأذ زمان الناس دغفلى

(٢) أبو حُزَابَةَ الوليد بن حنيفة.

(٣) فى اللسان: عبيد بن الأبرص.