الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

نرجس

صفحة 934 - الجزء 3

[نرجس]

  نَرْجِسٌ معرَّب، والنون زائدة، لأنَّه ليس فى الكلام فَعْلِلٌ، وفى الكلام نَفْعِل. فلو سمَّيت به رجلاً لم تصرفْه لأنّه مثل نضرب. ولو كان فى الأسماء شيءٌ على مثال فَعْلِلٍ لصرفناه كما صرفنا نَهْشَلاً، لأنَّ فى الأسماء فَعْلَلاً مثل جَعْفَرٍ.

[ردس]

  رَدَسْتُ القومَ أَرْدُسُهُمْ رَدْساً، إذا رميتَهم بحجر، قال الشاعر:

  إذا أَخُوكَ لَوَاكَ الحَقَّ مُعْتَرِضاً ... فارْدُسْ أَخَاكَ بِعَبْءٍ مثل عَتَّابِ

  يعنى مثل بنى عَتَّابٍ.

  وكذلك رَادَسْتُ القومَ مُرَادَسَةً: ورجلٌ رِدِّيسٌ، بالتشديد.

  والمِرْدَاسُ: حجرٌ يُرمَى فى البئر ليُعلَم أفيها ماءٌ أم لا؟ ومنه سُمِّىَ الرجلُ. وأمَّا قولُ عبّاس ابن مرداسٍ السُلَمىِّ:

  وما كان حِصْنٌ ولا حَابِسٌ ... يَفُوقَانِ مِرْداسَ فى المَجْمَعِ

  فكان الأخفش يجعله من ضرورة الشعر.

  وأنكره المبرّد، ولم يجوّزْ فى ضرورة الشعر تركَ صرفِ ما ينصرف. وقال: الرواية الصحيحة

  «يفوقان شَيْخِىَ فى مَجْمَعِ».

  ويقال: ما أدرى أين رَدَسَ؟ أى أينَ ذهب.

[رسس]

  رَسُ الحُمَّى ورَسِيسُها واحد، وهو أوَّلُ مَسِّها.

  وقولهم: بلغَنى رَسٌ من خبَر، أى شئٌ منه.

  والرَّسُ: البئر المطويَّة بالحجارة.

  والرَّسُ: اسمُ بئرٍ كانت لبقيّةٍ من ثمود.

  والرَّسُ: اسمُ وَادٍ فى قول زهير:

  بَكَرْنَ بكُوُرًا واسْتَحَرْنَ بسُحْرَةٍ ... فَهُنَّ وَوَادِى الرَّسِ كاليَدِ للفَمِ

  والرَّسِيسُ: الشيءُ الثابتُ. وأمَّا قول زهير:

  لَمِنْ طَلَلٌ كالوَحْىِ عَافٍ⁣(⁣١) مَنازِلُهْ ... عَفَا الرَّسُ منها فالرَّسِيسُ فَعاقِلُهْ

  فهو اسمُ ماءٍ. وعاقلٌ: اسمُ جبلٍ.

  وَرَسَسْتُ رَسًّا، أى حفرت بئرا.

  ورُسَ الميّتُ، أى قُبِرَ.

  والرَّسُ: الإصلاحُ بين الناس، والإفسادُ أيضا. وقد رَسَسْتُ بينهم، وهو من الأضداد.

  وفلان يَرُسُ الحديثَ فى نفسه، أى يحدِّث به نفسه.

  ورَسَ فلانٌ خبرَ القوم، إذا لَقِيَهُمْ وتعرّف أمورهم.

  وَرَسْرَسَ البعيرُ، أى تمكَّنَ للنهوض.


(١) فى اللسان «عَفُّ».