الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

مهه

صفحة 2250 - الجزء 6

[مهه]

  المَهَاهُ: الطراوةُ والحُسْنُ. قال عمران ابن حِطَّان:

  وليس لعيشنا هذا مَهَاهٌ ... وليست دَارُنا الدنيا بِدارِ

  وقال الآخر:

  كَفَى حَزَناً أنْ لا مَهَاهَ لعيشنا ... ولا عملٌ يَرْضَى به اللهُ صالِحُ

  وهذه الهاء إذا اتَّصلت بالكلام لم تَصِرْ تاءً، وإنما تصير تاءً إذا أردْتَ بالمَهَاةِ البقرةَ.

  الأحمر والفرّاء: يقال فى المثل: «كلُّ شئ مَهَهٌ، ما النِساءَ وذِكْرَهُنَّ»، أى إنَّ الرجلَ يحتمل كلَّ شئ حتَّى يأتى ذِكْرُ حُرَمِهِ فيمتعض حينئذ فلا يحتمله. وقولهم مَهَهٌ، أى يسيرٌ. ويقال أيضاً مَهَاهٌ، أى حَسَنٌ. ونصب النساءَ على الاستثناء، أى ما خلا النساء. وإنَّما أظهروا التضعيف فى مَهَهٍ فَرْقاً بين فَعَلٍ وفَعْلٍ.

  والمَهْمَهُ: المفازةُ البعيدةُ الأطراف، والجمع المهامِهُ.

  ومَهْ: كلمةٌ بُنِيَتْ على السكون، وهو اسمٌ سُمِّىَ به الفعل، ومعناه اكْفُفْ، لأنَّه زجرٌ. فإنْ وصلْتَ نَوَّنْتَ فقلتَ: مَهٍ مَهٍ.

  ويقال: مَهْمَهْتُ به، أى زَجَرْتُهُ.

[موه]

  المَاءُ: الذى يُشْرَبُ، والهمزةُ فيه مُبْدَلَةٌ من الهاء فى موضع اللام، وأصله مَوَهٌ بالتحريك، لأنه يجمع على أَمْوَاهٍ فى القِلّة ومياهٍ فى الكثرة، مثل جملٍ وأجمالٍ وجِمالٍ. والذاهب منه الهاء، لأن تصغيرهُ مُوَيْهٌ، فإذا أَنَّثْتَهُ قلت مَاءَةٌ مثل ماعةٍ.

  ومَاهَتِ الرَكِيَّةُ تَموُهُ وتَمِيهُ وتَمَاهُ مَوْهاً ومُؤُوهاً، إذا ظهر ماؤها وكثُر. وكذلك السفينةُ إذا دخلَ فيها الماء.

  ومِهْتُ الرجل ومُهْتُهُ بكسر الميم وضمها، إذا سقيتَه الماء.

  ورجلٌ مالٌ، أى كثير ماءِ القلب، كقولك: رجلٌ مالٌ. قال الراجز:

  * إنك يا جَهْضَمُ ماءُ القَلْبِ⁣(⁣١) *

  أى بليدٌ.

  الكسائى: بئرٌ مَاهَةٌ ومَيْهة، أى كثيرة المَاءِ.

  وأَمَاهَ الحافرُ، أى أَنْبَطَ الماءَ. وأَمَاهَتِ الأرضُ، إذا ظهر فيها النَزُّ. وأَمَهْتُ الرجلَ


(١) بعده:

ضخم عريض مجرئش الجنب