الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية،

الجوهري (المتوفى: 393 هـ)

محل

صفحة 1817 - الجزء 5

  وجاءت الإبلُ كأنّها المَجْلُ، أى مُمتلئةً كامتلاءِ المَجْل.

[محل]

  المَحْلُ: الجدبُ، وهو انقطاعُ المَطر ويُبسُ الأرض من الكلإ. يقال: بلدٌ ماحلٌ، وزمانٌ ماحلٌ، وأرض مَحْلٌ وأرض مُحُول، كما قالوا: بلدٌ سَبسَبٌ وبلد سَباسبُ، وأرض جدبةٌ وأرض جُدوبٌ، يُرِيدُون بالواحد الجمع. وقد أمْحَلتْ.

  قال ابن السكيت: أمْحَلَ البلدُ فهو ماحلٌ، ولم يقولوا مُمْحِلٌ. وربّما جاء ذلك فى الشعر. قال حسّان بن ثابت:

  إمّا تَرَىْ رَأْسى تَغَيَّرَ لونُه ... شَمَطاً فأصْبَحَ كالثغَامِ المُمْحِلِ

  وأمْحَل القومُ: أجدبوا.

  والْمَحْلُ: المكرُ والكيد. يقال: مَحَلَ⁣(⁣١).

  به، إذا سعى به إلى السلطان، فهو ماحلٌ ومَحُولٌ.

  وفى الدُعاءِ «ولا تجْعَلْه مَاحِلاً مُصَدّقاً⁣(⁣٢)». والمُماحَلَةُ: المماكرة والمكايدة.

  وتمحَّلَ، أى احتال، فهو مُتمحِّلٌ.

  ورجلٌ مُتماحل، إذا كان طويلا.

  وسَبْسَبٌ مُتماحل، أى بعيدُ ما بين الطرَفين.

  وفى الحديث «أمورٌ مُتماحلةٌ» أى فِتَنٌ يطولُ أمرُها.

  وقول أبى ذؤيب:

  وأَشْعَثَ بَوْشِىٍّ شَفَيْنَا أُحَاحَهُ ... غَدَاتَئِذٍ ذِى جَرْدَةٍ مُتماحِلِ

  فهو من صفة أَشْعَثَ.

  والمَحَالُ والمَحَالَةُ: البَكَرَةُ العظيمةُ التى تَسْتَقِى بها الإبلُ. وقال حُميدٌ الأرقط⁣(⁣٣):

  يَرِدْنَ والليْلُ مُرِمٌّ طَائِرُهْ ... مُرخًى رواقاهُ هُجوداً سامِرُهْ⁣(⁣٤)

  وِرْدَ المَحَالِ قَلِقَتْ مَحَاوِرُهُ

  والمَحَالَةُ أيضاً: الفَقَارَةُ.


(١) محل، مثلثة الحاء، محلا ومحالا: كاده بسعاية إلى السلطان. قاله المجد. وقال: وفى كلام على ¥. «إنَّ من ورائكم أموراً متماحلة» أى فتناً يطول شرحها. وليس بحديث كما توهّمه الجوهرى. ولا «أمورٌ» بالرفع كما غيَّره.

(٢) قال فى المختار: قلت: كأنّ الضمير فى «تجعلْه» للقرآن؛ فإنه جاء فى الحديث عن ابن مسعود ¥: إنّ هذا القرآنَ شافعٌ مشفَّع، وماحل مصدَّق، جعله يَمحَل بصاحبه إذا لم يتبع ما فيه، أى يسعى به إلى الله تعالى. وقيل معناه: وخصم مجادل مصدق.

(٣) من المخطوطة.

(٤) من المخطوطة أيضاً.